حَدَّد الحزب الديمقراطي الشعبي في لبنان موقفه مما يسمى بـ “الاعتراف بالدولة الفلسطينية” وقال في بيان سياسي صدر اليوم أن “عملية السابع من اكتوبر كشفت هشاشة الكيان وعجز النظام الدولي الداعم له ورسمت انحدار الخط البياني لوجوده” وهذه الحقيقة كما يرى الحزب “استدعت التدخل المباشر والسريع من الغرب، حيث تتعاظم هزيمة الكيان الصهيوني في الميدان وتتفاقم ازماته البنيوية ويفقد دوره الوظيفي في خدمة النظام الرأسمالي العالمي”

وأضاف الحزب “إنّ فقدان الكيان القدرة على اخضاع الشعب الفلسطيني ومقاومته المسلحة وتحقيقه انتصارات حاسمة وواضحة تستدعي من المعسكر الغربي الالتفاف على هذه الانجازات بوهم انتزاع المكاسب للصهاينة في السياسة بعد عجزهم عنها في القتال” منوهاً إلى أن “الدولة الفلسطينية الحقيقية تقوم على الارض المحررة بالقتال والكفاح الشعبي والمسلح حتى التحرير الناجز لكل فلسطين من البحر الى النهر”

وشَدَّد الحزب على ضرورة “تحديد الموقف الثوري من مناورات الغرب الاطلسي من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية، فالغرب الذي أنشأ الكيان الصهيوني وسمّنه وقدَّم له كل أشكال الدعمـ يسعى بعد يأسه من هزيمة المقاومة الفلسطينية، الى تحقيق عدة أهداف أبرزها: الاعتراف بالكيان الصهيوني”

واعتبر الحزب أن هذا الأمر من شأنه أن يقود إلى نتائج خطيرة أهمها “نزع الشرعية الدولية عن المقاومة الفلسطينية العسكرية” بذريعة أن “الاعتراف يعطي الفلسطينيين حقوقهم في دولة على حدود العام 1967 وبالتالي إسقاط حق العودة”

وقال الحزب إن اعتراف بعض الدول يُعبر عن الخشية من “الموقف الشعبي الأممي والتحركات والتظاهرات الحاشدة التي ملأت شوارع العواصم والمدن الاميركية والاوروبية والكندية، وسائر دول العالم، واجهاض الموقف الذي عبرت عنه هذه الجماهير بتبني قضية تحرير فلسطين، كل فلسطين، من خلال الشعارات والهتافات المدوية: فلسطين حرة ومن البحر الى النهر ومع المقاومة والكفاح المسلح”

ونوّه الحزب إلى خطورة التسويق لإمكانية “عقلنة وانسنة الكيان الصهيوني” من خلال الضغط عليه لوقف المجازر والابادة والتعاطي مع الفلسطينيين باعتبارهم “ضحايا وليسوا اصحاب الأرض” وتقديم صورة مغايرة عن العدو وحقيقة ككيان استعماري استيطاني محتل للأرض وطارد لأهلها”

وأشار الحزب إلى محاولات تعميم “بدعة الاعتراف بدولة فلسطينية” واعتبرها “تصب لمصلحة الاعتراف بأحقية دولة الكيان الصهيوني المصطنع والمؤقت، وإجهاض لنضالات وتضحيات وشهداء الشعب الفلسطيني، وهي خيانة لشعب فلسطين في الداخل والشتات”
.
وختم الحزب الديمقراطي الشعبي بيانه بالقول “المطلوب اليوم هو سحب اعتراف دول العالم بالكيان الصهيوني وليس الاعتراف اللفظي بدولة فلسطينية” مشيراً أن الشعب الفلسطيني عانى طوال 30 عاماً من النتائج الكارثية لما يسمى “التسوية السياسية، والارباح والمكاسب الاستراتيجية الذي حققها العدو من وراء تلك العملية المخادعة. كما ان رفض العدو وغضبه من الدول الأوروبية التي تعترف بالدولة الفلسطينية لا يعني أي شيء ولا قيمة له” بحسب البيان

Share this
Send this to a friend