بيان
صادر عن حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل
لنواصل إسناد شعبنا الفلسطيني واحتضان مقاومتنا الباسلة في مواجهة الصهيونيّة والاستعمار
مَعاً من أجل وقف العدوان والمجازر، ومَعاً لتحرير الأسرى وكسر الحصار
نقف اليوم على أعتاب الأسبوع الرّابع من الحرب الإجرامية الإسرائيلية المتوحشة التي تشنها قوى العدوان (الكيان الصهيوني المدعوم من الإمبريالية الأمريكية والأوروبية) حيث تواصل “إسرائيل” حربها الغاشمة والتدميرية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة وعموم فلسطين المحتلّة، براً وبحراً وجواً، وقد تجاوز عدد شهداء شعبنا حتى كتابة هذا البيان أكثر من 10 الآف شهيد وشهيدة ثلثهم من الأطفال.
إنّ هذا العدوان الصهيوني الأمريكي لا ينفصل عن حرب الإبادة الجماعية، وفصول جرائم الحرب والتطهير العرقي والاقتلاع والتشريد التي بدأت فصولها ضد الشعب الفلسطيني منذ 106 عاماً عندما وقعت فلسطين تحت الاستعمار البريطاني والذي قدَّم للحركة الصهيونية ما يسمى بـ”وعد بلفور” يوم الثاني من نوفمبر تشرين الثاني 1917 لإنشاء “وطن قومي لليهود في فلسطين” فكانت بداية الجريمة الاستعمارية الكبرى، وكان وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
إنّ قوى العدوان والاستعمار التي خلقت مأساة شعبنا الفلسطيني لا تزال هي ذاتها. ولذلك هرعت أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من قوى النهب والدمار لدعم كيانهم الفاشي في فلسطين، وتوفير الغطاء له ليقوم بجرائمه ومجازره اليومية، وقدَّمت هذه القوى لمُستعمرتها الصهيونية كل الدعم العسكري والمالي والسياسي وتبنت روايتها الكاذبة وسوقتها في كافة المحافل الدولية ووسائل إعلامها العنصرية، كاشفين معسكر العدو للعالم بشكل لا يدعوا للشك.
إننا في حركة المسار الثوري البديل نصدر هذا البيان الجماهيري، في هذا التاريخ بالتحديد، في وقت تعبُر فيه حركتنا عامها الثالث، وفي ظل حرب تدميرية شاملة يجري شنّها على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، على مدار الساعة، متوجهين إلى كافة قوى التحرر والتضامن مع شعبنا في كل أنحاء العالم لِنؤكد على الآتي:
أولاً: ندعو رفاقنا وأنصارنا إلى مواصلة الحشد والتعبئة الشعبية والسياسية والإعلامية في كافة الميادين والساحات من أجل التّصدي لجرائم الحرب الصهيونية الأمريكية الأوروبية، ومن أجل إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة وعموم فلسطين المحتلة وفي الشتات. كما ندعو كافة الحركات الطلابية والنقابية في أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا الجنوبية إلى تصعيد العمل الشعبي المُنظّم والمؤثر من أجل وقف العدوان الصهيوني على شعبنا وأهلنا في القطاع، وكسر الحصار الإجرامي المتواصل منذ 17 عاماً، والعمل على إدخال ما يلزم شعبنا من الغذاء والدواء والماء والكهرباء والوقود.
في وجه المقاومة المتصاعدة في غزة، وكشف العدو لوجهه الحقيقي أمام العالم ككيان دموي مجرم، تزداد الدول الغربية في استماتتها وهمجيتها بدعم الاحتلال وقمعها لأي حراك فلسطيني، مما يدل على أهمية دور شعبنا ومناصريه بتهديد الاحتلال إن تحملنا مسؤوليتنا تجاه القضية الفلسطينية. وبالتالي، فإن دعم صمود شعبنا الباسل في القطاع هو واجبنا الوطني والأخلاقي ومواجهتنا لمحاولات القمع والإلغاء، ورفضنا للانكسار في وجهه، واستعدادنا للتخلي عن امتيازاتنا في الخارج، هو جزء لا يتجزأ من مسؤوليتنا تجاه الشعب الفلسطيني وتضحيات أهلنا في غزة.
ثانياً: ندعو حركات التضامن وقوى التحرر في العالم وكافة المناضلين الداعمين للحق الفلسطيني إلى إعلان موقفها الواضح والصريح في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية المسلحة، وحقّها المشروع والأصيل، في النضال الثوري بكافة الأشكال والوسائل من أجل تحرير أرضنا الفلسطينية والعربية وتأمين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها قسراً على يد العصابات والقوات الصهيونية. لقد أثبتت لنا الأسابيع المنصرمة أن المقاومة الفلسطينية هي درع الشعب الفلسطيني الأصلب وسيفه في وجه الاستبداد والإبادة، وليس المجتمع الدولي، ولا الرأي العام الغربي، ولا الأنظمة العربية ولا مفاوضات سلطة التنسيق الأمني.
وعليه، ندعو إلى التأكيد في كل مظاهرة ومسيرة وبيان وفي كل محفل دولي ووسيلة إعلامية على أن مقاومة الشعب الفلسطيني للإستعمار الاستيطاني الصهيوني وداعميه حق أصيل ومشروع لشعبنا الفلسطيني، بل واجب وطني مقدس. وعليه، فإن شعارنا الناظم هو استمرار النضال والمقاومة حتى تحقيق التحرير والعودة.
ثالثاً: تؤكد حركة المسار الثوري البديل مجدداً على أن ما جرى من عمليات عسكرية بطولية غير مسبوقة يوم 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 كانت بمثابة انطلاقة متجددة للثورة الفلسطينية، ورد طبيعي على جرائم الكيان الصهيوني وداعميه في واشنطن ولندن وبرلين وباريس.
إن شعبنا الفلسطيني المناضل يقف اليوم موحداً في الوطن والشتات خلف وأمام مقاومته الباسلة، يحميها بجسده ودمائه، ويلتف حول مشروع المقاومة التي صَدَقت بوعدها حين التزمت أمام الشعب الفلسطيني بتحرير الأسرى والأسيرات من سجون العدو الصهيوني. وأن المقاومة والشعب في قطاع غزة جبهة واحدة لا يمكن فصلهما، كاللحم والدم في الجسد الواحد.
رابعاً: تتقدم حركة المسار الثوري البديل في هذا اليوم، يوم الأول من نوفمبر تشرين الثاني، بتحية العهد والنضال إلى شهداء ثورة الجزائر التحريرية التي انطلقت في مثل هذا اليوم عام 1954 لتحرير أرض الجزائر من نير الاستعمار الفرنسي. إن ثورة الشعب الجزائري الشقيق كانت ولا تزال وستبقى ملهمة للشعوب المناضلة من أجل التحرر الوطني والاجتماعي والخلاص من قيود الاستعمار، فهذه الثورة المجيدة التي حررت أرض وشعب الجزائر وانتصرت على الاستعمار الفرنسي بعد 132 عاماً من الثورات والانتفاضات الشعبية والمسلحة، هي البوصلة والنموذج لنضال شعبنا الفلسطيني.
خامساً: قدّم شعبنا الفلسطيني تضحياته الجسيمة منذ أكثر من قرن، ولا يزال يناضل حتى اليوم، وسوف يستمر في القتال حتى يحقق كامل أهدافه الوطنية المشروعة، وسيواصل نضاله الثوري من أجل تحرير فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر وتحقيق عودة اللاجئين إلى وطنهم. وفي هذه المسيرة التاريخية الكفاحية الطويلة سيقدم شعبنا النموذج والمثل لكل شعوب العالم وحركات التحرر في الرفض والتمرد على واقع الذل والاحتلال والنهب والاستعباد. مؤكداً أن الثورة ممكنة وأن ثمة بديلاً ثورياً يولد الآن في مواجهة واقع الاستسلام والخضوع.
اليوم تخرج شعوبنا العربية من المحيط إلى الخليج لتستعيد قضيتها المركزية الأولى، وتخرج معها الملايين في كل أنحاء الأرض والقارات الخمس، تنادي بحقوق الشعب الفلسطيني وتهتف لمقاومته الشجاعة وتعلن أنها جزء لا يتجرأ من معركة تحرير شعبنا وهو يقف شامخاً وصلباً في الصف المتقدم الأول، قوياً وموحداً في مواجه الصهيونية والامبريالية والرجعية والعنصرية والفاشية.
عاش نضال الشعب الفلسطيني على طريق العودة والتحرير
عاشت المقاومة الفلسطينية الباسلة، الخط الأول في مقاومة أعداء شعوب العالم المضطهدة
عاش التضامن الأممي الثوري في كل مكان
معاً ننتصر.. ولا ننتصر إلا معاً