يا عُمّالَ العالَمِ، وَيا أَيَّتُها الشُّعوبُ المُضْطَهَدَةُ، اتَّحِدوا!
فِي الأَوَّلِ مِنْ أَيّار، عِيدِ العُمّالِ العالَمِيّ، نَقِفُ إجْلالًا لِكُلِّ يَدٍ كادِحَةٍ، وَلِكُلِّ قَطْرَةِ عَرَقٍ تَنْبضُ بِالحَياةِ، وَلِكُلِّ عامِلٍ وَمُناضِلٍ يُواجِهُ نِظامَ القَهرِ وَالاستِغلالِ الرَّأْسْمَالِيّ الإمْبِرْيالِيّ، الَّذِي لا يَكْتَفِي بِسَرِقَةِ قُوتِنا، بَلْ يُدَمِّرُ الإِنْسانَ وَالطَّبِيعَةَ، وَيُشْعِلُ الحُروبَ مِنْ أَجْلِ الرِّبْحِ وَالسَّيْطَرَةِ.
تَدْفَعُ الطَّبَقَةُ العامِلَةُ فِي العالَمِ اليَوْمَ ثَمَنَ التَّوَحُّشِ الرَّأْسْمَالِيّ وَصِراعِ الهَيْمَنَةِ وَالحُروبِ، عَبْرَ تَعْمِيقِ الاستِغْلالِ، وَنَهْبِ الثَّرواتِ، وَالانْقِضاضِ عَلَى أَبْسَطِ الحُقوقِ: مِنَ العَمَلِ وَالسَّكَنِ وَالتَّكْفُلِ الصِّحِّيّ، إِلَى الحُرّيّاتِ العَامَّةِ وَحَقِّ المُشارَكَةِ. وَيَعِيشُ عُمّالُنا وَكادِحُو شُعوبِنا فِي المِنْطَقَةِ العَرَبِيَّةِ مُعاناةً مُزْدَوَجَةً، نَتِيجَةَ خُضُوعِ أَنْظِمَتِنا التّابِعَةِ لِوَصَفاتِ صُنْدُوقِ النَّقْدِ الدَّوْلِيّ، وَمُمارَسَتِها لِوَظِيفَةِ الوَكِيلِ المَحَلِيّ لِلرَّأْسْمَالِيَّةِ العالَمِيَّةِ؛ فَيَنْهَبُ الاسْتِعْمارُ خَيراتِنا مِنْ جِهَةٍ، وَتَقْمَعُنا أَنْظِمَتُنا الرَّجْعِيَّةُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.
فِي فِلَسْطِينَ، حَيْثُ تَتَجَلَّى المُواجهَةُ الأَوْضَحُ، يَخُوضُ العُمّالُ وَالفَلّاحُونَ المُقاوِمُونَ مَعْرَكَةً وُجودِيَّةً ضِدَّ الِاحْتِلالِ الصُّهْيونِيِّ الاسْتِعْماريِّ، رَأْسِ حَرْبَةِ المَشْرُوعِ الإمْبِرْيالِيّ. لَقَدْ أَكَّدَتْ مَلْحَمَةُ “طُوفانِ الأَقْصَى” جَدْوَى المُقاوَمَةِ، وَأَنَّ الطَّبَقاتِ الشَّعْبِيَّةَ هِيَ مَنْ تَصْنَعُ المَجْدَ وَتَصْمُدُ فِي وَجْهِ أَعْتى العُدْوانِ. شُهَداؤُنا وَمُقاتِلُونا هُمْ أَبْناءُ الفُقَراءِ وَالكادِحِينَ، الَّذِينَ تَصَدّوا لِلعَدُوِّ وَحُماتِهِ الغَرْبِيِّينَ، وَمَنَعُوهُ مِنْ تَحْقِيقِ أَهْدافِهِ، رَغْمَ الفارِقِ الهائِلِ فِي القُوَّةِ.
وَفِي اليَمَنِ، تَتَقَدَّمُ جَماهِيرُ الفُقَراءِ وَالكادِحِينَ الصُّفوفَ دِفاعًا عَنْ فِلَسْطِينَ وَكَرامَةِ الأُمَّةِ، فِي مَعْرَكَةٍ واحِدَةٍ ضِدَّ الإمْبِرْيالِيَّةِ وَالرَّجْعِيَّةِ. أَمّا فِي لُبْنانَ، فَإِنَّ الانهِيارَ لَيْسَ قَضاءً وَقَدَرًا، بَلْ نِتاجُ سُلْطَةٍ طائِفِيَّةٍ – رِيعِيَّةٍ فاسِدَةٍ وَمُرْتَهَنَةٍ، تُنَفِّذُ أَوامِرَ الخارِجِ، وَتُعِيدُ إِنْتاجَ البُؤْسِ الاجْتِماعِيِّ وَالنَّهْبِ المَنْظَّمِ. وَيُفْرَضُ عَلَى شَعْبِنا اسْتِعْمارٌ شِبْهُ مُباشَرٍ، يُكَرِّسُ التَّبَعِيَّةَ وَيَفْرِضُ العُقُوباتِ، فِيما تَسْتَمِرُّ السُّلْطَةُ فِي سَحْقِ الفُقَراءِ وَخَنْقِ ما تَبَقّى مِنْ خِدْماتٍ وَحُقوقٍ.
نُحَيِّي فِي هَذا اليَوْمِ عُمّالَ وَكادِحِي لُبْنانَ وَفِلَسْطِينَ وَاليَمَنِ وَالوَطَنِ العَرَبِيِّ، الَّذِينَ يُواجِهُونَ الِاحْتِلالَ وَالقَمْعَ وَالقَهْرَ الطَّبَقِيَّ، كَما نُحَيِّي العُمّالَ وَالكادِحِينَ فِي العالَمِ، الَّذِينَ خَرَجُوا إِلَى الشّوارِعِ تَضامُنًا مَعَ فِلَسْطِينَ، وَرَفْضًا لِسِياساتِ حُكوماتِهِمُ الاسْتِعْماريَّةِ الدّاعِمَةِ لِلعَدُوِّ الصُّهْيونِيِّ.
تَحِيَّةٌ إِلَى الشُّهَداءِ الَّذِينَ ارْتَقَوْا عَلَى طَرِيقِ التَّحَرُّرِ الوَطَنِيِّ، الَّذِينَ أَكَّدُوا أَنَّ الدَّمَ اللُّبْنانيَّ وَالفِلَسْطِينِيَّ واحِدٌ فِي مَعْرَكَةٍ واحِدَةٍ.
تَحِيَّةٌ إِلَى الأُسْرَى فِي سُجُونِ الِاحْتِلالِ وَالاسْتِعْمارِ، وَفِي طَلِيعَتِهِمُ القائِدُ الأُمَمِيُّ جُورْجُ عَبْدِ اللهِ، المُقاوِمُ الَّذِي لَمْ يَنْحَنِ فِي وَجْهِ الإمْبِرْيالِيَّةِ الفَرَنْسِيَّةِ.
لِيَكُنِ الأَوَّلُ مِنْ أَيّارَ مُنْطَلَقًا لِتَوْحِيدِ نِضالاتِ الطَّبَقَةِ العامِلَةِ، وَبِناءِ جَبْهَةٍ مُقاوِمَةٍ وَطَنِيَّةٍ – طَبَقِيَّةٍ، مِنْ أَجْلِ اسْتِقْلالٍ ناجِزٍ، وَعَدالَةٍ اجْتِماعِيَّةٍ، وَدَوْلَةٍ مَدَنِيَّةٍ دِيمُقْراطِيَّةٍ مُقاوِمَةٍ.
عاشَ الأَوَّلُ مِنْ أَيّارَ، عِيدُ الطَّبَقَةِ العامِلَةِ وَانْتِفاضَةِ الشُّعوبِ
المَجْدُ لِلشُّهَداءِ، عاشَتْ وَحْدَةُ الكِفاحِ الوَطَنِيِّ وَالقَوْمِيِّ وَالأُمَمِيِّ،
وَالنَّصْرُ حَلِيفُ الشُّعوبِ المُقاتِلَةِ.
القيادة المشتركة:
-
الحزب الديمقراطي الشعبي
-
حزب العمل الاشتراكي العربي – لبنان