مدريد – 29 حزيران يونيو

نظّم ناشطون إيرانيون إلى جانب قوى مناهضة للحرب والتدخلات الإمبريالية مظاهرة جماهيرية في ساحة بويرتا ديل سول (بوّابة الشمس) وسط العاصمة الإسبانية مدريد، وذلك مساء أمس السبت، تنديدًا بالعدوان الأمريكي الصهيوني المتواصل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورفضًا للحصار والتهديدات الغربية المتصاعدة ضد طهران.

وشهدت التظاهرة حضورًا متنوعًا من الجاليات، والحركات التضامنية، ونشطاء مناهضين للحرب، حيث رفع المشاركون شعارات تُندد بالتصعيد العسكري ضد إيران، وتدعو إلى إسقاط القواعد الأمريكية في المنطقة، وإنهاء الحصار والعقوبات المفروضة على الشعوب.

وشاركت حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل في التظاهرة، عبر كلمة تضامنية ألقتها باسمها الرفيقة خالدية أبو بكرة عضو الهيئة التنفيذية في الحركة، أكدت فيها دعم الحركة الكامل لحقّ إيران في الدفاع عن سيادتها واستقلالها، ورفضها لكل أشكال الهيمنة الإمبريالية. كما شددت الكلمة على أهمية وحدة قوى المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، وفي طليعتها إيران، في مواجهة مشروع الهيمنة الاستعماري الصهيوني.

وأكدت الكلمة أن أي عدوان على إيران هو عدوان على شعوبنا وعلى قضية فلسطين، مشددة على أن المسار الثوري سيبقى إلى جانب كل من يقف في خندق المقاومة والتحرر.

نص الكلمة

كلمة حركة المسار الثوري البديل

أيُّها الأصدقاء، أيُّها الأحرار،
أيُّها الواقفون في الجهةِ الصَّحيحةِ من التاريخ:
ضدَّ الإمبرياليَّة، ضدَّ الصهيونيَّة، ضدَّ العُدوان، ضدَّ المذبحة، وضدَّ حربِ الإبادة:

نُحيِّيكم جميعًا، وباسمكم نتوجَّه اليوم بالتحيَّة إلى الشَّعب الإيرانيِّ الشُّجاع، الَّذي وقف صَفًّا واحدًا ضدَّ العُدوان، موحَّدًا في معركةِ الدِّفاع عن الكرامةِ والاستقلال الحقيقيّ، ورافضًا الرُّكوعَ للتهديداتِ والشُّروطِ الصهيونيَّةِ الأمريكيَّة.
فلم يركَع للحصار طوال العقودِ الماضية، ولن يستسلم اليوم أمام ترامب ونتنياهو والقتلة وتُجّارِ الحروب.
بلِ التفَّ الشَّعب الإيرانيُّ العزيز حول عَلَمه الوطنيِّ وجيشِه الباسل، في مواجهةِ آلةِ الحربِ الإسرائيليَّة والأمريكيَّة والغربيَّة.

نقِفُ اليوم في الشَّارع، لا لِنُدينَ العُدوانَ الأمريكيَّ-الصهيونيَّ على فلسطين وإيران وشعوبِنا وحسب، بل لِنُعلن أيضًا موقفًا واضحًا:
نحن مع الجمهوريَّةِ الإسلاميَّة الإيرانيَّة، ونحن مع مقاومتها، ومع حقِّها في التقدُّم، وحقِّها في الرَّد، وحقِّها في امتلاكِ العِلم، ومع دورها المركزيِّ في مواجهةِ الهيمنةِ الغربيَّة على منطقتنا وشعوبِنا.
بل أكثر من ذلك: نحن في المسار الثوريِّ البديل مع أن تمتلك إيران ليس فقط التقنيَّة النوويَّة السلميَّة، بل والسِّلاحَ النَّوويَّ أيضًا، حتَّى لا تتكرَّر هذه الجريمةُ من جديد.

منذ أكثرَ من أربعينَ عامًا، اختارت إيران أن تكون خارجَ دوائرِ وهيمنةِ المعسكرِ الإمبريالي.
رفضت أن تكون تابعًا للبيت الأبيض، وقرَّرت أن تقف إلى جانبِ فلسطين، إلى جانبِ حركاتِ التَّحرر، إلى جانبِ المستضعفين.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقَّف الهجماتُ والمؤامراتُ والحصارُ يومًا واحدًا، تلك التي تستهدف إيران، حيث تحاول الشَّركاتُ والدُّولُ القويَّةُ الأجنبيَّة السَّيطرة على ثرواتِ الشَّعب الإيراني، وكسر إرادتِه الوطنيَّة، ودفعه إلى الطاعةِ والرُّكوعِ والاستسلام.

أيَّتها الرفيقات، أيُّها الرفاق،

نحن نعلم تمامًا لماذا تُستهدف إيران:
لأنَّها تدعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن.
لأنَّها ترفض الاعتراف بالكيان الصهيوني.
لأنَّها لا تسمح بسرقةِ مواردِها.
لأنَّها تُمثِّل نموذجًا حيًّا على إمكانيَّةِ بناءِ دولةٍ مستقلَّةٍ خارجَ السَّيطرةِ الغربيَّة.

ولهذا، حين تُقصف إيران، تُقصف من أجلِ كسرِ إرادتها، ومن أجل كسرِ محورِ المقاومة بأكمله.

لكنَّنا نقول لقوى العُدوان الصهيونيَّة والفاشيَّة، نقول لهم بصوتٍ عالٍ:
فشلتم في غزَّة.
وفشلتم في لبنان.
وفشلتم في العراق.
وستفشلون حتمًا في إيران!
إيرانُ الثَّورة والشُّهداء.

فهذه المعركةُ ليست “بعيدةً” عنكم، وحين تفرضُ حكوماتُ الغرب الحصارَ على إيران، باسم “الحريَّة” و”حقوق الإنسان”، و”حقوق المرأة”، فهي لا تدافع عن القِيَم، بل تدافع عن النِّفط.
لا تدافع عن الحقيقة، بل عن أرباحِ شركاتِ السِّلاح، وعن المشروعِ الصهيونيِّ في منطقتنا.

ونحنُ في المسارِ الفلسطينيِّ الثَّوريِّ البديل نقولها بوضوح:

لإيران الحقُّ الكاملُ في الدِّفاع عن سيادتِها وثرواتِها ومفاعلاتِها النوويَّةِ السلميَّة.
ونَعم للمقاومة في فلسطين، لبنان، اليمن، وكلِّ الأرضِ المُحتلَّة.

لا للقواعدِ الأمريكيَّة في المنطقة!
لا لحملاتِ التَّحريض والعنصريَّة ضدَّ الشُّعوبِ المُسلمة والمقاومة!
لا للاحتلال الصهيوني! لا للحرب والعُدوان!
لا للحصارِ الاقتصادي!

وختامًا:
لسنا مُحايدين. نحن في خندقِ المقاومة.
نقف مع إيران… لأنَّنا نقف مع فلسطين.
نقف مع اليمن… لأنَّنا نقف ضدَّ الإمبرياليَّة.
نقف مع غزَّة… لأنَّنا نقف مع العدالة.

الحُريَّة لفلسطين!
النَّصر لإيران!
يَسقُط الاستعمار!
المَجدُ والنَّصر للمقاومة!
وكلُّ الدَّعمِ للجمهوريَّةِ الإسلاميَّة الإيرانيَّة في معركتها العادلة!

رفاقُكم ورفيقاتُكم في حركةِ المسارِ الثوريِّ البديل

 

Share this
Send this to a friend