نداء إلى العمال العرب والنقابات العمالية:
شاركوا في وقف الإبادة ولا تكونوا عوناً للقاتل الصهيوني
أيها العمال العرب
يا أصحاب السواعد التي تبني الأوطان وتحرّك عجلة الحياة
يا عمّال المصانع والموانئ والمطارات والحقول
منذ أكثر 23 شهرًا، يخوض شعبنا الفلسطيني معركة وجود في مواجهة آلة الإبادة الصهيونية المدعومة أمريكيًا وأوروبيًا، بينما تتساقط القنابل على غزة وتُذبح العائلات تحت الركام. وبينما تنتفض شعوب العالم وتقود النقابات في جنوى وأثينا وبرشلونة وبوينس آيرس ولوس أنجلوس حملات عصيان عمّالي لتعطيل شحنات السلاح المتجهة إلى الكيان الصهيوني، ما زالت غالبية النقابات العمالية العربية صامتة أو مكتفية ببيانات شكلية لا توقف مجزرة ولا تغيّر واقعًا.
كيف يعقل أن يقف عمّال الموانئ في إيطاليا واليونان وإسبانيا سدًّا في وجه سفن الموت المتجهة لكيان العدوّ الإسرائيلي، بينما تمرّ هذه السفن ذاتها عبر موانئنا العربية دون مقاومة؟ وكيف يمكن أن تتحرك نقابات في أمريكا اللاتينية لقطع شرايين الإبادة، فيما تبقى سواعد عمالنا مكبّلة تحت أوامر أنظمة التطبيع التي تفتح الموانئ، والمطارات للأسلحة، والمال، والدم؟
أيها العمال العرب في كل مكان
إنّ الصمت في زمن الإبادة جريمة، ومن يقف متفرّجًا بينما تمرّ أدوات القتل من بين يديه شريك في الجريمة. ندعوكم اليوم إلى التحرر من قبضة الأنظمة المطبّعة والانتقال من موقع المتفرج إلى صفوف الفعل والمواجهة. أغلقوا الموانئ والمطارات، أوقفوا شحنات السلاح والنفط والغاز، وقاطعوا الشركات الداعمة للاحتلال. لتتحول المصانع والمرافئ والحقول إلى متاريس مقاومة، ولتكون النقابات العمالية العربية في قلب المعركة كما كانت في تاريخها.
وفي وقت يجري فيه تجويع شعبنا في غزة، ندعو سائقي الشاحنات في الأردن إلى التوقف التام عن المشاركة في إمداد العدوّ بالبضائع والغذاء، كما ندعو عمال مصر في حقول ومرافق الغاز والنفط وغيرها إلى التوقف عن نقل شحنات الغاز الفلسطيني المسروق من فلسطين المحتلة إلى مصر والأردن وغيرها.
ولا ننسى توجيه التحية الخاصة إلى عمال اليمن والمغرب الأحرار على مشاركتهم الفاعلة في الحركات الشعبية الداعمة للمقاومة الفلسطينية وتنظيم الجماهير للخروج إلى الشوارع والميادين. ونشد على سواعد كل العمال العرب الذين يواصلون نضالهم النقابي والشعبي في العديد من البلدان خارج وطنهم العربي.
أيها العمال العرب من المحيط إلى الخليج
لا تكونوا عونًا للقاتل، ولا تسمحوا بأن تتحول أيادي العمّال العرب إلى جسور لأسلحة الموت. آن الأوان لنكتب صفحة جديدة في تاريخ أمتنا، وصفحة تصطف فيها الطبقات العاملة العربية إلى جانب عمال وشعب فلسطين على طريق التحرير والعودة.
المسار الثوري الفلسطيني البديل
6 سبتمبر / أيلول 2025