شبكة “شباب وطلبة – طريق التحرير” في مقابلة شاملة:

الاعتماد المفرط على العمل السلمي فشل في وقف الإبادة ولا يمكن أن يحل مكان النضال الفعال لتحرير فلسطين.

نتابع عن كثب خطابات السيد الحوثي، أو ما نسمّيه “التقرير الأسبوعي” الموجّه إلى شعوب العالم

كل أعمال المقاومة المسلحة في الشتات مبررة ويجب أن تستمر، يجب أن نكون أوفياء لمن يقومون عليها

نثق بـ أنصار الله وحماس والجهاد وحزب الله، ونسترشد بكتابات الأديب الشهيد غسّان كنفاني.

***

في هذا الإصدار الجديد من “أخبار آسيا والمحيط الهادئ،” أجرى فريق آسيا والمحيط الهادئ التابع لـ BAP (تحالف السود للسلام) مقابلات مع أعضاء طريق التحرير، وهي شبكة أممية تضم شبابًا فلسطينيين وعربًا ودوليين، وطلابًا ومنظمات تسهم في حركة التحرر الفلسطينية. ناقشنا في اللقاء أنشطة “طريق التحرير” التنظيمية، ومواقفهم السياسية والروابط بين تحرير فلسطين وتحرير الشعوب المقهورة.

*** 

أخبار آسيا والمحيط الهادئ: ما هو طريق التحرير؟ هل يمكنكم أن تحدثونا عن الدافع وراء تأسيس هذه الشبكة الجديدة، وكذلك توجهاتها السياسية وبعض الأعمال التي تقومون بها؟

طريق التحرير: تأسست شبكة “شباب وطلاب – طريق التحرير” خلال المؤتمر السنوي الرابع لحركة المسار الفلسطيني الثوري البديل في مدريد، والذي جمع نشطاء من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الشباب والطلاب الفلسطينيين والعرب في الشتات، والرفاق الأمميين. خلال المؤتمر، أجرينا عدة نقاشات حول الاحتياجات، والتحديات، والتجارب المتنوعة الخاصة بكل حالة محلية، خاصة بعد صعود الموجة الأولى من قمع انتفاضة الطلاب في ربيع وصيف 2024. ومن خلال هذه النقاشات، فهمنا أن الثورة الفلسطينية اليوم تمر بمنعطف حاسم.

جاء دافعنا لتأسيس هذه الشبكة من خلال إدراكنا أن مشروع اتفاقيات أوسلو وتطبيقاته السياسية المتعاقبة أدت إلى تفكيك البنى التنظيمية الحيوية للحركة الوطنية الفلسطينية وتهميش الشعب الفلسطيني في الشتات.

وفي السنوات التي أعقبت اتفاق أوسلو، تم تفكيك البنى الثورية التي كانت تربط الوطن بإخواننا وأخواتنا في الشتات عمدًا. هدفنا هو إعادة بناء هذه البنى، وربط حركات العودة والمقاومة والمنفى، لإعادة تفعيل دور الشتات الفلسطيني، الذي عزله نهج أوسلو، وذلك حتى يتمكن مرة أخرى من استعادة مكانته المشروعة في النضال من أجل التحرر الوطني.

إنّ توجهنا السياسي متجذر في القضية الفلسطينية على أساس نهج العودة والتحرير، وفي البعد العربي لهذه القضية، وفي أفق أممي أوسع. نؤكد على مركزية فلسطين، من النهر إلى البحر، كسؤال عربي وقضية تحررية للبشرية جمعاء. ونعتقد أن الشعب الفلسطيني، والشعب العربي، والحركة الأممية المناهضة للاستعمار يجب أن يقفوا معًا في تضامن وهدف مشترك. لذلك، تسعى شبكة طريق التحرير لربط نضال الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة مع المنفيين، ليصبح الشتات قوة نشطة في معسكر المقاومة الأكبر، لا مجرد متفرج سلبي.

وبروح هذا التوجه، نرفض التطبيع، والتجزئة، والتقسيم الذي يفرضه الاحتلال والسلطة الفلسطينية العميلة التي تحميه. نحن ملتزمون بصياغة مسار ثوري بديل نحو التحرر، ليس بديلاً للمقاومة، بل لأوسلو ومساره الاستسلامي.

أخبار آسيا والمحيط الهادئ: صرّح المسار البديل أن عملية طوفان الأقصى “عطّلت حسابات قوى التطبيع”. في قلب الإمبريالية الأمريكية والأوروبية الغربية، كيف يمكن للكفاح من أجل فلسطين محررة ونهاية الإمبريالية الأمريكية أن يحافظ على هذا التعطيل ويصعده، في ظل “اتفاق وقف إطلاق النار” الذي يستمر الكيان الصهيوني في انتهاكه؟

طريق التحرير: الثورة الفلسطينية لا تحتاج تعاطفًا؛ بل تحتاج رفاقًا. مهمتنا تحويل التضامن الرمزي إلى نضال منظم — إعادة تفعيل دور الشتات وجميع المناضلين الأمميين للانخراط مجددًا في صفوف الثورة الفلسطينية. كما ذكرنا في مقدمتنا المشتركة مع BDS Providence وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني، يجب أن نلبي احتياجات هذه اللحظة للتصعيد، ليس فقط من خلال “الدعم الخطابي للمقاومة”، بل أيضًا عبر تطوير استراتيجية — بالتجربة والخطأ — لتصعيد النضال داخل الدول الإمبريالية إلى مستويات أعلى من الفعالية. على الرغم من أن الاحتجاج السلمي والعمل التشريعي يمكن أن يلعب دورًا داعمًا، فإن الاعتماد المفرط عليهما فشل في وقف الإبادة الصهيونية الإمبريالية ولا يمكن أن يحل محل أشكال النضال الأكثر نشاطية اللازمة للإسهام بشكل فعّال في تحرير فلسطين.

كل أعمال المقاومة في الشتات خلال العامين الماضيين مبررة ويجب أن تستمر إذا أردنا الوفاء بمسؤولياتنا كشركاء حقيقيين للمقاومة الفلسطينية والإقليمية، والبدء في الوفاء بالتزامنا للانضمام إليهم في معسكر عالمي للمقاومة. في كل مكان، يجب تمكين الجماهير من المشاركة في حركة تحررها الخاصة وهزيمة الحركة الصهيونية خارج فلسطين والإمبريالية معًا.

كما يجب علينا الاستمرار في بناء مؤسسات ومنظمات شعبية فلسطينية وعربية وأممية قادرة على دعم جسورنا نحو المقاومة. يشمل ذلك الصمود والدفاع ضد القوانين العنصرية والمعادية للمهاجرين والمناهضة للتمرد. هذا يعني البناء جنبًا إلى جنب مع القوى الثورية الفلسطينية والعربية والإيرانية والدولية خارج قلب الإمبريالية، سواء كانوا صحفيين تابعين للفصائل أو أسرى محررين أو قادة مقاومة. يمكننا فقط وضع استراتيجية فعّالة معًا لأننا في النهاية حركة واحدة.

أخبار آسيا والمحيط الهادئ: على الرغم من تصاعد حركة فلسطين المحررة في الدول الإمبريالية، من الواضح أيضًا أن هذه الحركة ضعفت بسبب التناقضات الداخلية. نشرت Demilitarize Brooklyn Navy Yard رسالة مفتوحة بتحليلها لهذه التناقضات؛ مثل التركيز المفرط على التعبئة الجماهيرية على حساب الحملات التنظيمية الطويلة الأمد أو تعطيل سلاسل الإمداد العسكري. إلى قائمتهم يمكننا إضافة الدعم العام المحدود للأسرى السياسيين مثل إلياس رودريغيز و كيسي غونان. ما هي أبرز التناقضات في حركتنا اليوم، وكيف يمكننا النضال لتجاوزها؟

طريق التحرير: موجة التضامن المتزايدة مع فلسطين عبر المراكز الإمبريالية والعالم بأسره، في ضوء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، تعكس أزمة شرعية عالمية متعمقة للإمبريالية — لكن من موقعنا داخل الحركة الثورية الفلسطينية، تكشف أيضًا عن تناقضات عاجلة يجب مواجهتها.

أول التناقضات هو هيمنة النشاط الرمزي على المواجهة المادية. المسيرات والبيانات أدوات مفيدة، لكنها وحدها لا تستطيع تفكيك بنية الإمبريالية. التضامن الحقيقي يجب أن يستهدف قلب النظام — تعطيل إنتاج الأسلحة، ضرب رأس المال الصهيوني، ومشاريع التطبيع. هناك أيضًا انقسام بين منظمات فلسطينية تبعد نفسها عن المقاومة في المنطقة وأخرى ترى دورها كحضن شعبي للمقاومة الإقليمية.

ثاني التناقض هو عزلة فلسطين عن الجبهة المناهضة للإمبريالية الأوسع. العديد من المنظمات الفلسطينية في قلب الإمبريالية تتحدث عن “حقوق الإنسان” لكنها ترفض تسمية الإمبريالية الأمريكية، ومناهضة تدخل الناتو، والأنظمة المشتركة التي تدعم الاحتلال. بالمقابل، تستخدم بعض المنظمات المناهضة للإمبريالية والهجرة واليسار القمع كذريعة لمقاطعة المنظمات الفلسطينية — ما يؤدي إلى تفتيت القوى ضد عدونا المشترك.

التناقض الثالث يظهر في إهمال الأسرى السياسيين والمناضلين الثوريين مثل إلياس رودريغيز وكيسي غونان. التخلي عمن يضحون من أجل القضية هو التخلي عن القضية نفسها. كذلك، لم يكن تحويل الحركة إلى منظمات غير حكومية مصادفة، بل نتاج عملية أوسلو — وقد صُممت لتجريد الحركة من أسنانها الثورية. أصبح “المقاومون” مجرد إداريين، وتحول النضال من أجل التحرر إلى مسار مهني يُدار من قبل القوى التي تدعم الاستعمار.

نتجاوز هذه التناقضات بإعادة تركيز الثورة الفلسطينية كعمود فقري لحركة دولية متجددة — من خلال إعادة بناء الشتات كجبهة ثورية نشطة، وربط النضالات من حركات تحرير السود والشعوب الأصلية إلى أمريكا اللاتينية والفلبين، مع الوقوف على الولاء لأسرانا وشهدائنا ومقاتلينا. النضال من أجل فلسطين ليس مجرد نداء أخلاقي؛ إنه واجبنا الثوري. الوقوف مع فلسطين يعني القتال ضد الإمبراطورية التي تدعم مستعمرتها.

أخبار آسيا والمحيط الهادئ: الإمبريالية الأمريكية في غرب آسيا ترسخت عبر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، التي تشرف على نحو 58 قاعدة ومنشأة عسكرية أمريكية في 10 دول. توضح أسس نضال طريق التحرير أن النضال الفلسطيني ضد الصهيونية هو بطبيعته نضال مناهض للإمبريالية. ما هو دور الحركة الفلسطينية في النضال العالمي ضد الإمبريالية الأمريكية؟

طريق التحرير: الإمبريالية الأمريكية في غرب آسيا، المتجذرة عبر CENTCOM وشبكة قواعده، تمثل جوهر الهيمنة الإمبريالية على المنطقة. هذه القواعد تؤمن الأنظمة الرجعية، وتفرض التبعية، وتحمي الاستعمار الصهيوني. ولكن أبعد من هذه المنشآت، هناك أقوى قاعدة عسكرية أمريكية استراتيجية: الكيان الصهيوني نفسه، الذي يعمل كحصن استعماري مسلح تم إنشاؤه لصالح مصالح رأس المال الغربي ويستمر في فرض السيطرة الإمبريالية، وتجزيء المنطقة، وقمع التحرر العربي.

النضال الفلسطيني، القائم على تحرير كل فلسطين من النهر إلى البحر، هو نضال ثوري ضد هذا النظام الإمبريالي ذاته. إنه يواجه مباشرة مركز القوة العسكرية الأمريكية، والرأسمالية العالمية، والصهيونية الاستيطانية. كل عمل مقاوم — سواء في غزة، جنين، أو المخيمات — يكسر وهم الديمومة الإمبريالية ويكشف هشاشة مشروع الإمبراطورية. ثبات الشعب الفلسطيني يثبت أن التحرر ممكن ولا مفر منه عندما يكون متجذرًا في النضال الشعبي والتنظيم الثوري.

الحركة الفلسطينية للتحرير تحتل موقعًا رياديًا في الجبهة العالمية المناهضة للإمبريالية. إنها ليست قضية معزولة، بل نضال يوحّد جميع الشعوب التي تواجه الهيمنة — من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا، ومن الفلبين إلى الوطن العربي. الوقوف مع فلسطين يعني الوقوف ضد الإمبريالية الأمريكية، وضد الطبقات المشتركة التي تخدمها، وضد النظام العالمي للاستغلال الذي يدعمه.

أخبار آسيا والمحيط الهادئ: منذ عمليّة طوفان الأقصى، شهدنا ارتفاعًا هائلًا في الوعي الشعبي حول تاريخ وواقع النضال الوطني الفلسطيني. هل هناك موارد للتربية السياسية يمكن أن توصي بها لتعزيز الوضوح الأيديولوجي؟ وكيف يمكن للأفراد والمنظمات دعم، أو التعاون مع، أو الانضمام لعمل منظمتكم؟

طريق التحرير: من إنجازات الطوفان أن قيادة الثورة الفلسطينية لم تكن يومًا أكثر وضوحًا للشتات. إنها حركات حماس الشريفة والثابتة، إلى جانب حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وقوى المقاومة الوطنية الإسلامية الأخرى في المنطقة مثل أنصار الله وحزب الله، التي تقود الطريق أخلاقيًا، وسياسيًا، وعسكريًا، وفكريًا.

هناك العديد من المشاريع المثيرة التي بدأها متطوعون غير مدفوعي الأجر على وسائل التواصل الاجتماعي لترجمة أعمال مكاتب الإعلام لهذه الحركات المقاومة إلى الإنجليزية والإسبانية، بما في ذلك مساهمات رفاقنا في شبكة صامدون: تضامن مع الأسرى الفلسطينيين وحملات Dismantle Damon وFree Palestinian Students.

تستند كل من المسار البديل وطريق التحرير أيضًا على الخبرات التاريخية الكاملة للشعب الفلسطيني والعربي، بما في ذلك التيارات الوطنية والثورية اليسارية التي تتوفر وثائقها التاريخية للدراسة. بشكل خاص، تحليل الأصدقاء والأعداء للثورة الفلسطينية كما وضعته الاستراتيجية السياسية والتنظيمية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 1969 وكتابات غسان كنفاني هي مرشدنا الأمين. بالإضافة لذلك، نوصي بسلسلة مقابلات إعلامية مع قادة المقاومة المشاركين مباشرة في النضال التحرري. وبالطبع، إلى جانب ملايين الآخرين، نتابع عن كثب خطابات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أو ما نسمّيه “التقرير الأسبوعي” الموجّه إلى شعوب العالم الحر.

نسعد بالتواصل مع المنظمات والأفراد المهتمين. أرسلوا لنا روابطكم، وأخباركم، ودعوات العمل، ومقترحات الفعاليات، وأكثر من ذلك. نرحب بالجدد الراغبين بالعمل معنا، أو الدعوات للتحدث، أو أفكار لإجراءات جديدة، وفِرق أو فعاليات. استخدموا النموذج على موقعنا للتواصل معنا أو راسلونا عبر البريد الإلكتروني info@tariqeltahrir.org

Share this
Send this to a friend