في مقابلة حديثة اجرتها قناة “فلسطين اليوم” مع الكاتب خالد بركات عضو الهيئة التنفيذية في حركة المسار الثوري البديل حول الحملة الامنية المسعورة التي تشنها اجهزة السلطة الفلسطينية ضد المقاومة في مخيم جنين وشمال الضفة المحتلة.

قدم خالد بركات، أحد مؤسسي حركة مسار بديل، تحليلاً معمقاً للوضع الراهن في الضفة الغربية، مركزاً على مخيم جنين، وذلك في مقابلة مع قناة فلسطين اليوم. وسلط بركات الضوء على كيفية مواجهة المقاومة الفلسطينية للممارسات القمعية للسلطة الفلسطينية والعمليات العسكرية الإسرائيلية في سياق أزمة سياسية واجتماعية.

النضال في جنين: رمز للمقاومة
لمخيم جنين أهمية خاصة في التاريخ الفلسطيني. فقد كان مركزًا للمقاومة التي صمدت في وجه الهجمات المكثفة التي شنتها القوات الإسرائيلية، بما في ذلك نشر فرق عسكرية بالدبابات وأكثر من ألف جندي. ومع ذلك، لم تصمد المقاومة في جنين فحسب، بل تطورت بفضل الدعم الشعبي، مما يدل على عمق العلاقة بين الأهالي وكتائب المقاومة مثل كتيبة جنين.
ووفقًا لبركات، فإن وحدة السلاح الفلسطيني والدعم الشعبي كان أساسيًا في إبقاء النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي حيًا. هذا الدعم الهائل هو أيضًا تعبير عن رفض دور السلطة الفلسطينية التي فشلت في حماية مصالح شعبها.

السلطة الفلسطينية: دمية في يد الاحتلال
انتقد بركات السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنها أداة للاحتلال الإسرائيلي والمصالح الأمريكية. واتهم قادتها باضطهاد وقمع فصائل المقاومة، بما فيها حركتا الجهاد الإسلامي وحماس، بحجة الأمن. وبحسبه فإن السلطة الفلسطينية تعمل كوسيط بين الاحتلال والشعب الفلسطيني، وتساهم في التشرذم الداخلي.
تعكس استطلاعات الرأي الأخيرة رفض الأغلبية للسلطة الفلسطينية التي يُنظر إليها على أنها غير شرعية. وندد بركات بأن تصرفاتها مدفوعة بالمصالح الاقتصادية للنخبة الفلسطينية التي أثرت حساباتها المصرفية من خلال التعاون مع الاحتلال. وقد أدى هذا الوضع إلى فقدان السلطة الفلسطينية لأهليتها لتمثيل الشعب الفلسطيني.

معركة سياسية وعسكرية
المواجهة في الضفة الغربية ليست عسكرية فقط، بل سياسية أيضًا. وقد وصف بركات الصراع بأنه صراع بين مشروعين: مشروع يسعى إلى تكريس التبعية الاقتصادية والأمنية لإسرائيل، ومشروع آخر يدعو إلى التحرر الوطني وإعادة بناء مشروع ثوري. وقد أصبحت جنين ساحةً رئيسية تتصادم فيها هاتان الرؤيتان المتنافستان.
ويؤكد فشل اتفاقات أوسلو وعدم صلاحية حل الدولتين على الحاجة إلى إعادة التفكير في المستقبل الفلسطيني. وشدد بركات على أن نموذج الحكم الذاتي الذي روجت له السلطة الفلسطينية قد انتهى، وأن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو المضي قدمًا نحو مشروعٍ وطني قائم على العودة والتحرير.

الحاجة إلى مقاومة موحدة
دعا بركات إلى تشكيل جبهة وطنية موحدة تضم كافة فصائل المقاومة والحركات الشعبية والشخصيات الاعتبارية في المجتمع الفلسطيني. وينبغي أن تركز هذه الجبهة على إعادة بناء مشروع التحرر الوطني والتغلب على الانقسامات الداخلية ومواجهة الاحتلال والعوامل الداخلية التي تعيق تقدم الشعب الفلسطيني.
كما أكد على أهمية الصبر الاستراتيجي للمقاومة التي تجنبت المواجهة المباشرة مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حتى لا تلحق الضرر بالأهالي. غير أنه حذر من أنه في حال استمرار الاعتداءات قد يتوجب اتخاذ قرارات صعبة لضمان بقاء المقاومة.

 أفق جديد لفلسطين
يقف النضال الفلسطيني على مفترق طرق تاريخي. وشدد بركات على أن الشعب الفلسطيني يجب أن يستعيد السيطرة على قضيته باعتبارها نضالاً وطنياً تحررياً. وهذا يعني تحدي الاحتلال الإسرائيلي والهياكل الداخلية التي تدعمه.
وتمثل المقاومة الفلسطينية، مدعومةً بالوحدة الشعبية والتضامن الإقليمي، أملاً متجددًا في مستقبل حر وذو سيادة. يرمز تاريخ جنين وصمود أهلها إلى أن النضال ليس عسكرياً فقط، بل هو معركة سياسية وأخلاقية من أجل كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه.

فلسطين اليوم: مقابلة مع الرفيق خالد بركات حول ممارسات أجهزة السلطة الفلسطينية في جنين وشمال الضفة

Share this
Send this to a friend