نَقِفُ اليَومَ أَمامَ سِيرَةٍ لَمْ تَمُتْ، وَصَوْتٍ ما زالَ يُدَوِّي فِي ضَمِيرِ فِلَسْطينَ.
قَبْلَ ٥٣ عامًا، اغْتالَتْ يَدُ العَدُوِّ الصُّهْيونيِّ الكاتِبَ وَالْمُقاوِمَ العَرَبِيَّ الأُمَمِيَّ غَسّانَ كَنفاني، وَلَكِنَّها لَمْ تَغْتَلْ كَلِمَتَهُ، وَلَمْ تُخْمِدْ جَذْوَةَ الفِكْرِ الَّذِي زَرَعَهُ فِي وَعْيِ الأَجْيالِ.
غَسّان كنفاني لَمْ يَكُنْ كاتِبًا فَقَط، بَلْ كانَ ثَائِرًا بِالقَلَمِ، وَمُقاتِلًا بِالحِبْرِ، جَعَلَ مِنَ الأَدَبِ سِلاحًا، وَمِنَ الحِكايَةِ دَرْسًا، وَمِنَ الشَّهادَةِ بِدايَةً لا نِهايَة. رَحَلَ الجَسَدُ، وَبَقِيَ المَشْرُوعُ: مَشْرُوعُ تَحْرِيرِ فِلَسْطينَ الَّتِي لا تَمُوتُ، وَالْمُقاوَمَةِ الَّتِي لا تُهْزَمُ.
فِي ذِكْراهُ، نُجَدِّدُ فِي حَرَكَةِ المَسارِ الثَّوْرِيِّ البَدِيلِ عَهْدَنا لِغَسّانَ وَلِكُلِّ الشُّهَداءِ، بِأَنْ نَبْقَى عَلَى الطَّرِيقِ الَّذِي سَلَكُوهُ: طَرِيقِ العَوْدَةِ، طَرِيقِ الثَّوْرَةِ، طَرِيقِ القُدسِ، طريق تَحرِيرِ الإِنْسانِ والوَطنْ
الْمَجْدُ لِلشُّهَداءِ، وَالْوَفَاءُ لِغَسّانَ كَنفاني، وَالنَّصْرُ لِفِلَسْطين.