أَيُّهَا الجُنودُ الشُّرَفاءُ، أَيُّهَا الضُّبّاطُ الأَحرارُ، يا أَبناءَ الجَيْشِ المصريّ الّذي صَنَعَ مَلْحَمَةَ العُبُورِ في أكتوبر تِشْرينَ 1973، وَسَجَّلَ لِلتّاريخِ صَفْحَةَ مَجْدٍ لا تُنْسى، نُخاطِبُكُمْ اليَومَ بِاسْمِ دِماءِ أَطْفالِ غَزّةَ، وَصَرَخاتِ نِسائِها، وَصُمودِ رِجالِها، وَبِاسْمِ الشَّعْبِ العَرَبيِّ الجَريحِ مِنَ المُحيطِ إِلى الخَليجِ:

أَلَيْسَ عارًا أَنْ يُسْتَخْدَمَ الجَيْشُ المِصريُّ العَظيمُ اليَومَ لِحِراسَةِ حُدودِ الكِيانِ الصُّهْيونِيِّ، وَمَنْعِ الدَّواءِ وَالغِذاءِ عَنْ إِخْوَتِكُمْ المُحاصَرينَ في غَزّةَ؟ أَلَيْسَ مِنَ المَهانَةِ أَنْ تَتَحَوَّلَ مَعابِرُ مِصرَ إِلى بَواباتٍ مُغْلَقَةٍ في وَجْهِ المَذْبوحينَ، بَيْنَما تُفْتَحُ لِجَنرالاتِ الاحْتِلالِ وَأَجْهِزَةِ مُخابَراتِهِ؟

أَيُّهَا الأَحرارُ في الجَيْشِ المِصريِّ، إِنَّ النِّظامَ الحاكِمَ في القاهِرَةِ، قَدْ خانَ الأُمَّةَ، وَتَحالَفَ مَعَ العَدُوِّ، وَارْتَضى لِنَفْسِهِ دَوْرَ الحارِسِ الأَمِينِ لِأَمْنِ “إِسْرائيلَ”، وَالمُشارِكِ في الإِبادةِ الجَماعِيَّةِ بِحَقِّ شَعْبِ فِلَسْطينَ. وإِنَّكُمْ اليَومَ أَمامَ لَحْظَةٍ تاريخِيَّةٍ فاصِلَةٍ: إِمّا أَنْ تَصُونُوا شَرَفَ مصر والجَيْشِ وَتاريخَ العُبُورِ، وَإِمّا أَنْ تَسْكُتُوا عَنِ الخِيانَةِ وَتَتَحَوَّلُوا إِلى أَدَواتٍ في مَشْروعِ سَحْقِ الأُمَّةِ وَخِدْمَةِ العَدُوِّ.

افْتَحُوا مَعْبَرَ رَفَحٍ بِكَرامَتِكُمْ، لا بِأَوامِرَ مِنْ فَوْقُ! وانْقَلِبُوا عَلى النِّظامِ الّذي لَوَّثَ شَرَفَ الجَيْشِ المِصريِّ بِدِماءِ الأَبْرِياءِ!

هذِهِ لَحْظَةُ الوَفاءِ لمصر وفِلَسْطينَ، لَحْظَةُ الانْحِيازِ لِلشَّعْبِ لا لِلحاكِمِ، لَحْظَةُ أَنْ تَقولُوا: كَفَى خِيانَةً، كَفَى خُنوعًا، كَفَى تَواطُؤًا!

يا أَبْناءَ الجَيْشِ المِصريِّ العَظيمِ، كُونُوا كَما عَرَفْناكُمْ دائِمًا: دِرْعًا لِلأُمَّةِ، لا خِنْجَرًا في خاصِرَتِها.

اجْعَلُوا مِنْ بَنادِقِكُمْ فَجْرًا جَديدًا، لا قَيْدًا عَلى المَعابِرِ. وَاعْلَمُوا أَنَّ الشُّعوبَ لا تَنْسى، وَأَنَّ التّاريخَ لا يَرْحَمُ.

المَجْدُ لِلمُقاوَمَةِ… المَجْدُ لِلجَيْشِ الّذي يَرْفُضُ أَنْ يَكونَ عَبْدًا لِلطُّغاةِ وَالعُمَلاءِ.

 

 

حَرَكَةُ المَسارِ الفِلَسْطينيِّ الثَّوْرِيِّ البَديلِ

18 يوليو /تموز 2025

Share this
Send this to a friend