رسالة التجمع الوطني لعلماء ودعاة ومثقفي غزة… إلى قيادات الفصائل الفلسطينية..
…
لا يجوز تسليم السلاح أو القبول بطرحه ومناقشته، ومن يفعل ذلك فقد خذل فلسطين، و الشعب والشهداء الذين قضوا نحبهم منذ العام 1948م.
يخرج على الشعب الفلسطيني بين الفينة و الأخرى رؤساء الإجرام، و الانبطاح، ويطالبون الشعب الفلسطيني ومقاومته بتسليم سلاحهم، والعدو المجرم يجاهر ويتفاخر أنه يقوم بتسليح العصابات الصهيونية من المستوطنين، والمرتزقة المتعاونين معه، وقد حذر القرآن الكريم من خطورة التعاطي مع هذه الفكرة، وأن من يفتح هذا الباب فقد فتح باب شر على نفسه وعلى وطنه،
قال الله تعالى: (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً) ففي الآية: تمنى الذين كفروا بالله، لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم، فمجرد الغفلة عن السلاح حرام شرعاً،، والمعنى لا تنشغلوا حتى بالصلاة- على الرغم من مكانتها- فيتمكن العدو من الفتك بكم وبمجتمعكم؛ فكيف بترك السلاح والتنازل عنه أو تسليمه؛ فهذا من المنكر الديني والوطني الذي لا يغتفر، وقصة الخندق وسؤال جبريل- عليه السلام- للنبي – صلى الله عليه وسلم- عن وضع السلاح لأكبر دليل على أنه لا يجوز أبداً.
واليوم تتعالى أصوات لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وهو أمر مستغرب! ومعيب أن يخرج من أي فلسطيني أو حتى عربي مسلم، فالكرامة وفلسطين ليست للبيع والمزايدة؛ فالشعب الفلسطيني يريد دولته وأرضه وحقه، ومقاومته للمحتل هذا الحق الذي كفلته كل المواثيق والقوانين الدولية، والبعض لا يريد دعم الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه ومقدساته، ويريد بمشروعه الإستراتيجي الفاشل منذ العام 1993م نزع سلاح المقاومة، ويطالب بكل وقاحة الضحية صاحب الحق والأرض بنزع سلاحه، أما العدو المجرم فله أن يمتلك من الأسلحة ما يشاء؛ لأنه على مدى ما يزيد على 100 عام، سعى الاستعمار البريطاني ثم الاحتلال «الصهيوني» وبدعم أمريكي مفضوح، والكثير من الدول إلى تجريد الفلسطينيين من سلاحهم، مقابل تسليح وتنظيم العصابات اليهودية، التي شكلت لاحقاً الجيش «الصهيوني»، واستمرت في تلقي الدعم الدولي في مساعيها لتكريس الاحتلال ومنع الفلسطينيين ومناصريهم من مقاومته، وخلال الثورة الفلسطينة (1936 – 1939م)، تم اتخاذ إجراءات من قبل الانتداب البريطاني لنزع السلاح الفلسطيني، لكن على مدار كل هذه السنوات فشلت؛ لأن صاحب الأرض والحق أقوى من أوهام وخرافة دولة وهمية ستزول قريباً، رغم تزويرهم للتاريخ في سبيل إقامتها و في ضوء ذلك
فإن التجمع الوطني يطالب الفصائل الفلسطينية بما يلي :
1 على قيادات الفصائل الفلسطينية، إصدار بيان موحد يرفض جملة وتفصيلاً هذا الطرح ويُجرِّم وطنياً من يتعاطى معه.
2 نطلب من قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، الكف عن العبث بطرح هذا الموضوع؛ فسلاح المقاومة سلاح مقدس، وهذا حق أصيل للشعب الفلسطيني منذ أن احتلت فلسطين، وسيبقى، وهو غير قابل للتصرف أو التفويض من أي شخص أو فصيل كان.
3 يدعو التجمع كافة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته من علماء و دعاة و مثقفين و كتاب و نخب للالتفاف حول المقاومة و دعمها حتى يندحر المحتل و ننال حريتنا و إقامة دولتنا الفلسطينية كاملة السيادة
4 ندعوم كافة الفصائل و عموم الشعب الفلسطيني بعلمائه و دعاته و مثقفيه و نخبه لاستحضار تجارب التاريخ و الشعوب و غدر الاستعمار و ما فعله عندما تم تسليم سلاح حركات المقاومة في البوسنة و الهرسك و قبلها في لبنان مع الثورة الفلسطينية و مجازر صبرا و شاتيلا
سلاحكم شرفكم و سر قوتكم في الميدان و على طاولة المفاوضات
التجمع الوطني لعلماء ودعاة ومثقفي غزة
الثلاثاء 5 أغسطس 2025. 11صفر1447.