يصادف مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الذكرى السنوية لوعد بلفور المشؤوم الذي أصدرته الحكومة البريطانية في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، ذلك الوعد الاستعماري الذي مهّد لقيام المشروع الصهيوني في فلسطين وأدى إلى أكثر من مئة عام من المآسي والتهجير والمعاناة لشعبنا الفلسطيني. فكان وعد المستعمر “آرثر بلفور” المجرم إلى الحركة الصهيونية التي ستقوم بدور كلب الحراسة للمصالح الغربية، وقاعدة للعدوان والتوسع والحروب على فلسطين وشعوب المنطقة.
إنّ حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل تدعو منظماتها وأنصار المقاومة والحقوق الفلسطينية حول العالم إلى اعتبار الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2025 أسبوعًا للتحرك والتصعيد، من أجل تسليط الضوء على المسؤولية التاريخية لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في استمرار المأساة الفلسطينية، ودورهما المباشر في تأسيس الكيان الصهيوني وسرقة ونهب مقدرات وثروات شعوب المنطقة، وبخاصة غسل وتبرير جرائم “إسرائيل” ودعم سياساتها الاستعمارية الاجرامية في فلسطين المحتلة والمنطقة.
لقد شكّلت القوى الاستعمارية الغربية، منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى اليوم، الركيزة السياسية والعسكرية والاقتصادية لحرب الإبادة والاقتلاع التي تمارسها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال دعمها المستمر للنظام الصهيوني المجرم، وتوفير الغطاء السياسي له في المؤسسات الدولية، والمشاركة الفعلية المباشرة في تسليح وتمويل الحروب على قطاع غزة وسائر الأرض الفلسطينية، وتتحمل هذه القوى مسؤولية مباشرة عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني وشعوب منطقتنا وعن استمرار سياسة الاستيطان والتهجير القسري، وحروب التوسع واحتلال الأرض العربية في لبنان وسوريا.
وعليه، تدعو الحركة التجمعات والجاليات الفلسطينية والعربية كافة، وأصدقاء الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء العالم، إلى تنظيم فعاليات شعبية وسياسية وثقافية وإعلامية وغيرها، للتعبير عن رفض استمرار هذه السياسات، والمطالبة بمحاسبة القوى الاستعمارية على جرائمها التاريخية. واعتبار المناسبة محطة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير فوق ترابه الوطني.
تؤكد حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل رفضها القاطع لما يُسمّى ـ «حلّ الدولتين»، بوصفه حلًا مجتزأً يكرّس الاحتلال والفصل العنصري والتهجير واستمرار انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني. إنّ الحلّ التاريخي العادل والوحيد لهذا الصراع القائم، وفقًا لرؤيتنا، يقوم على تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وإنهاء نظام الاستعمار الصهيوني وتفكيك منظومته وآلياته السياسية والقانونية والأمنية والعسكرية ومؤسساته القائمة على الاستيطان. ونؤكد أن الطريق إلى ذلك يمرّ عبر إزالة النظام الصهيوني واقتلاعه من الوجود، وبناء مجتمع العدالة الذي يقوم على أساس السيادة المطلقة للشعب الفلسطيني في وطنه
إنّ ذكرى وعد بلفور ليس مجرد حدث تاريخي من الماضي، بل تذكير دائم بمسؤولية المجتمع الدولي عن تصحيح الخطأ التاريخي الواقع على فلسطين وشعبها منذ أكثر من قرن. ومحطة سنوية نجدد فيها عهدنا على مواصلة النضال الثوري ضد الامبريالية والصهيونية وعملائهما في المنطقة والعالم.
حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل
22 أكتوبر / تشرين الأول 2025