المسار الفلسطيني البديل:
نرفُض بيان فصائل القاهرة ونثمن الموقف الوطني لحركة الجهاد الإسلامي.
الإتفاق برعاية النظام المصري وُلد مشوهاً سلفاً ولم يستند إلى الميثاق الوطني الفلسطيني.
نُجدد الدعوة إلى مقاطعة ما يسمى الانتخابات “الرئاسية والتشريعية” و”الكنيست” الصهيوني.
أكدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المسار الفلسطيني البديل أن البيان الختامي الصادر عن “اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة” يوم أمس الثلاثاء 9 / فبراير شباط 2021 جاء تعبيراً فاضحاً عن برنامج السلطة القائمة على أساس مرجعية مدريد – أوسلو، مما يُشكَلّ رضوخاً واذعاناً لرؤية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفريقه، ولن يخدم إلا كيان الاحتلال والمنظومة الاستعمارية ومصالح الطبقة السياسية التي تراكم ثرواتها وامتيازاتها على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني..
وشددت اللجنة التحضيرية في حواراتها اليوم على أن هذا الاتفاق برعاية النظام المصري وُلد مشوهاً، كما توقعنا وقدّرنا مُسبقاً، لأنه لم يستند إلى الميثاق الوطني الفلسطيني ولا مرتكزات التمسك بوحدة ومكونات شعبنا، والثوابت الوطنية وطريق المقاومة والتحرير ، بل جاء تكريساً لقواعد وسلطة الحكم الذاتي الهزيل تحت الإحتلال. .
وأكدت اللجنة على أن البيان الختامي الصادر عن الفصائل الفلسطينية تنازَلَ بشكلٍ متعمدٍ عن الكثير من القضايا التي جرى القفز عنها أو جرى تبهيتها، وفي المقدمة منها إلغاء اتفاقيات أوسلو وافرازاتها الأمنية والسياسية والاقتصادية وخاصة التنسيق الأمني الخيانيّ، مما قد يفهم أن “الغالبية الفلسطينية” أعطت تصريحاً وصكاً مُبطناً وتشريعاً للسلطة واجهزتها بالعودة إلى مستنقع التسوية والمفاوضات. كما إن ما يسمى “التوافق على تشكيل المجلس الوطني” لن يكون إلا جزءاً لا يتجزأ من مسار التفريط والإستسلام ونهج التدمير الذاتي والعبث بقرار ومستقبل مؤسَّساتنا الوطنية الفلسطينية وليس تجديدها. .
واعتبرت اللجنة أن أيّ حوار وطني يستثني جموع اللاجئين ويقصي الشباب والمرأة والحركات الشعبية لا يُمكن أن يحقق أهداف شعبنا المنشودة بالتحرير والعودة، ولن يكتب له النجاح، وسيكون إعادة إنتاج للأزمة البنيوية الشاملة والمستعصية للمؤسسات الفلسطينية وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية. .
وأشارت اللجنة التحضيرية بأنها خاطبت فصائل المقاومة في رسائل رسمية من أجل شق رؤية وطنية تُعيد القضية الوطنية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني وتفرضها على الأجندة العربية والدولية، وعلى هذه القوى الفلسطينية التخلص من الأوهام وتأثيرات وضغوطات الأنظمة العربية أو التساوق معها، بخاصة النظام المصري الذي يواصل إذلال شعبنا ويشدد ويخفف الحصار على أهلنا في قطاع غزة بحسب رغباته ومصالحه، ولا يزال يستهدف المقاومة ويعتقل العشرات من أبناء شعبنا في سجونه. وعلى القوى الفلسطينية التي تندرج في المقاومة حسم موقفها من قيادة أوسلو والقطع الكامل معها من أجل شق مجرى نضالي ثوري جديد وبديل بمشاركة طليعة شعبنا في الداخل والشتات بعيداً عن نهج أوسلو وافرازاته الكارثية..
وفي الوقت الذي ثمنت فيه اللجنة التحضيرية الموقف الوطني المسؤول للأخوة والأخوات في حركة الجهاد الإسلامي بإعلانهم عدم المشاركة في انتخابات الحكم الذاتي، طالبت قيادة الحركة بتأييد الحملة الشعبية لمقاطعة الانتخابات وعدم الاكتفاء بعدم المشاركة الرسمية فيها أو إضفاء الشرعية عليها من قريب أو بعيد. .
وجددت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المسار الفلسطيني البديل دعوتها جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة إلى مقاطعة ما يسمى الانتخابات “الرئاسية والتشريعية” التي تدعو إليها سلطة الحكم الذاتي الهزيل، ومقاطعة انتخابات “الكنيست الإسرائيلي” التي تشرعن الاستعمار الصهيوني وبرلمانه، مُؤكدة أن هذه المسرحية الهزلية هي إستجابة فلسطينية رسمية للمصالح الأمريكية والأوروبية ومحاور الرجعية العربية في المنطقة، هدفها شراء المزيد من الوقت وإعادة إنتاج مشروع التسوية وفق نهج مدريد – أوسلو التصفوي.
10 شباط / فبراير 2021