بيّان جماهيري

صادر عن حركة المَسار الثوري الفلسطيني البَديل

في الذكرى الـ 34 للانتفاضة الشعبيّة الفلسطينية الكُبرى  ١٩٨٧

***

ــــــ  سَنواجه الكيان الصهيوني والقوى التي أجهضت الانتفاضة وبددت انجازاتها

ـــ  مَعاً نحو وحدة حَركتنا النسوية والعمالية والطلابيّة الفلسطينيّة في كُل مكان

ــــ ندعو إلى المُشاركة الفاعلة في تنظيم (المُؤتمر الوطنيّ لطلبة فلسطين) عام 2022

ـــــ وتنظيم “أسبوع النضال الفلسطيني: النكبة والمُقاومة المُستمرة” مايو 2022

***

يعيش شَعبنا العربي الفلسطيني في هذه الأيام فضاء الذكرى الرّابعة والثلاثون على اندلاع الانتفاضة الشعبيّة الكُبرى التي انطلقت شرارتها في الثامن من ديسمبر كانون أول  1987 من قلب مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة، عَقِبَ جريمة دَهسٍ مُتعمدة أقدَم عليها سائق شاحنة صهيونيّ، وراح ضحيتها عددًا من العمال الفلسطينيين الشهداء، ليَهُب شعبنا الفلسطيني، ويتجدد ويتمرد في وجه الاحتلال الصهيوني وجرائمه البشعة التي لم تتوقف لحظة واحدة منذ أن وطأت قدم الاستعمار وعصابات الإجرام الصهيونيّة أرض فلسطين عام 1917 التي قامت لاحقاً بتأسيس الكيان الصهيوني العنصري بعد تشريد شعبنا واقتلاعه من وطنه عام 1948

كانت “انتفاضة الحجارة ” في العام 1987 التي استمرت نحو ست سنوات متواصلة، أطول ثورة شعبية في تاريخ البشرية لشعب أعزل يرزح تحت نير الاستعمار الإستيطاني العنصري، فجاءت انتفاضة شعبية عارمة وشاملة شاركت فيها كافة فئات جماهيرنا داخل الوطن وخارجه، وقلبت الموازين والمعادلات وقهرت جبروت وسلاح المحتل واعلنت للعالم أن في فلسطين المحتلة شَعباً ثائراً عَصيّاً على الكسر أو التدجين، قرر المُضي قُدمًا  في انتفاضته حتى الحُرية والنصر.

إنها الانتفاضة الشعبية الكبرى المُباركة التي تحوّلت فيها الحجارة والزجاجات الحارقة (المولوتوف) والشعارات الجدارية إلى أداوات قتال وسلاح في قبضة الشباب والصبايا والأطفال تواجه بها المحتل الصهيوني المُدجج بكل أصناف الأسلحة الامريكية المتطورة، وتحوّلت فيها القصائد والأغاني الشعبية والأهازيج الثورية والهتافات إلى دفقات حياة تُجدد نار وشعلة الانتفاضة وتُدخِل كيان العدو الصهيوني في أزمة وجودية هَدَدَت بِهدم أركان كيانه العنصري المُصطنع.

وبرغم جرائم جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، من قتل واعتقال وقمع، وسياسة “القبضة الحديدة” وتكسير عظام الشباب واغلاق الجامعات واستهداف العمال والمزارعين وفرض الحصار وحظر التجوال واجتياح المدن والقرى والمخيمات، وبرغم كل جرائم الاحتلال والمستعمرين الصهاينة، استطاع شعبنا المناضل من خلال وحدته الشعبية والنضالية أن ينتقل إلى حيز المبادرة الشعبية ويفرض إرادته ويدفع كيان العدو الصهيوني إلى مأزق تاريخي تَكشَّفت وسقطت فيه كل أقنعته واظهرت كل مواطن ضَعفه.

لقد وثقت عدَسات الإعلام العالمي صُور جنود الاحتلال يطاردون الشبان والأطفال ويكسرون عظام الفلسطينيين، وتوضحت الصورة الحقيقية لجوهر النضال الوطني الفلسطيني حينما دخلت الانتفاضة إلى كل بيت ومدينة وعاصمة على امتداد الكون بما في ذلك كلمة (إنتفاضة) التي حُفرت في قواميس ولغات العالم أجمع، فأصبحت حركة تحرر شعبنا مِثالاً ونَموذجاً تحترمه البشرية وتستلهم منه الشعوب المناضلة المثال الثوري والانساني في الصمود والعصيان ومواجهة عسف الامبريالية والفاشية والعنصرية

في تلك الانتفاضة الشعبية الكبرى تقدَّمت حركتنا الطلابيّة والنسائيّة والعماليّة صفوف العمل التطوعي الثوري فكانت أعمدة الثورة الشعبية بحق، والعصب الأساسي للانتفاضة وعمودها الفقري وضمانة استمرارها وديمومتها وتصاعدها. وكانت جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة عام 1948 وفي الشتات الرئة الفلسطينية التي تتنفس منها شُعلة الكفاح الوطني وتترجم شعارها “نحو توفير كل عوامل وركائز الصمود والاستمرار ” و”نحو اسناد الانتفاضة الشعبية بالنار” وقدم شعبنا خيرة شبانه وطلابه وعماله على مذبح الحرية في الساحات وعلى الحدود وفي مختلف ميادين المواجهة والقتال

لقد استمرت راية الانتفاضة الشعبية المباركة تعلو وتعلو ، يوماً بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، متوهجة ومتصاعدة ومتعالية رغم الجراح إلى أن بدأت مشاريع أمريكية وصهيونية لإجهاضها فتعرّضت الانتفاضة إلى الذبح السياسي حينما كسر النظام العربي الرجعي ظهرها، واطفأت نارها ونورها مسارات الإستسلام والركوع لقيادة منظمة التحرير عبر مُقامرة الدخول في دهاليز التصفيّة والمفاوضات العبثية في “مؤتمر مدريد” أكتوبر عام 1991 وتوقيع اتفاقيات العار في واشنطن 1993 (أوسلو) هذه السياسات وما تبعها من نتائج كارثية لم تُبدد انجازات الانتفاضة وتشكل طعنة مسمومة في خاصرتها وحسب، بل أسَّست إلى حالة الحصار والتيه التي يعيشها الشعب الفلسطيني وهو يواجه اليوم، مُنفرداً تقريباً، كافة مشاريع الشطب والتصفية.

إننا في “حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل” نتوجه اليوم بالتحية العَطِرة إلى أرواح الشهداء وتضحيات شعبنا في كل ثوراته وانتفاضاته الشعبية والمسلحة على امتداد تاريخه الكفاحي في مواجهة المستعمر الصهيوني، مُستلهمين دروس انتفاضته الكبرى عام 1987 كما نُحيي شعبنا الصامد في الوطن والشتات، ونُذّكر أنفسنا والآخرين أنّ المواجهات الشعبية في القدس والشيخ جراح والدهيشة وبيتا وغيرها، وانتفاضة مايو أيار 2021 التي امتدت إلى حيفا والناصرة وام الفحم والنقب وانتصار إرادة أسرانا الأبطال في انتزاع حريتهم عبر نفق الحرية، وتصاعد قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة كلها شواهد ودلائل على استمرار شعلة نضالنا الوطني التحرري رغم كل العقبات والصعاب.

كما ندعو كل المُنظّمات والقوى والجمعيات والأفراد المشاركة في حركة المسار الثوري البديل إلى بدء الإستعداد والجهوزية منذ اللحظة لتنظيم “أسبوع النضال الفلسطيني:النكبة والمُقاومة المُستمرة” منتصف أيار، مايو 2022 ونقل حق العودة وحقوق اللاجئين الفلسطينين من حيز الشعار السياسي إلى ميادين النضال على مختلف الأصعدة والساحات.

وفي الوقت الذي نتوجه فيه بتحية نضالية إلى طليعة الحركة الطلابية المناضلة في الأردن التي انتفضت رفضاً للاتفاقيات الاقتصادية ومشاريع التطبيع مع المحتل الصهيوني، نشد على قبضات طلبة فلسطين الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ونجدد العهد لطلابنا البواسل الصامدين في القدس والضفة وقطاع غزة، والجزء المحتل من وطننا عام 48 ومخيمات سوريا ولبنان وكافة تجمعات شعبنا على امتداد المنافي والشتات

ويا جماهير طلبة فلسطين في كل مكان..

اليوم، وفي ذكرى الانتفاضة الشعبية الكبرى الباسلة نتوجه إليكم/ن بنداء خاص ونؤكد على قرار مؤتمرنا التأسيسي وندعوكم/ن إلى بناء جسور التلاحم والتكاتف والوحدة، والعمل معاً على توحيد الجهود الطلابية من أجل تنظيم وعقد (المؤتمر الوطني لطلبة فلسطين) العام المقبل، ولاستنهاض هِمَم الحركة الطلابية الفلسطينية والعربية واستعادة موقعها الكفاحي الثوري والأمميّ، وتطوير دورها الاجتماعي والعلمي والثقافي والنقابي، وتعزيز وحدة شعبنا على طريق تحقيق أهدافه وطموحاته في العودة والتحرير وممارسة حق تقرير المصير فوق ترابنا الوطني من النهر إلى البحر.

عاشت ذكرى الانتفاضة الشعبية الكبرى 1987

عاش نضال شعبنا الفلسطيني في كل مكان

مَعًا نحو وحدة حركتنا الطلابيّة والعُماليّة والنسويّة

واننا لعائدون ومنتصرون

(حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل/ 8 ديسمبر كانون ألأول 2021 )

 

 

 

Share this
Send this to a friend