في مُقابلة أجراها “موقع المسار البديل” قال الرفيق عمّار رشدان عضو لجنة المتابعة في حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل أن السلطة الفلسطينية وسفاراتها في الخارج تفشل وتتراجع أمام تنامي الحالة الشعبية الفلسطينية الجديدة في الشتات، مُؤكداً أن طرد الجماهير لسفراء السلطة من المسيرات والمظاهرات كما حدث في عدد من العواصم الأوروبية يؤشر على أن شعبنا بدأ يُحرر صوته ويدعو إلى محاسبة من تورطوا في نهج أوسلو وطريق الاستسلام والهزيمة

وحول تقرير صحيفة “يدعوت أحرنوت الاسرائيلية” بشأن تعيين حسين الشيخ في الموقع الثاني للمنظّمة قال رشدان “نحن في العادة لا نُعلّق على ما يأتي من الصحافة الصهيونيّة، أمّا تعيين “الشيخ” في هذا الموقع يُشكل تكريساً لسطوة الأمن الصهيوني في مؤسَّساتنا المنهوبة والمختطفة، كما يؤكد حجم الإختراق العلني والسري لأجهزة منظمة التحرير والسلطة على حد سواء، فضلاً على أنه يحمل في طياته مخاطر كبيرة على شعبنا، وخصوصاً في الضفّة المحتلة. ويدلل على ما آلت إليه أوضاع منظمة التحرير التي أصبحنا نعرف أخبارها من صحافة العدو”

وأشار رشدان أن القرار الذي صدر بتعيين حسين الشيخ جاء من جهة فلسطينية متنفذة غير شرعيّة لم ينتخبها أحد. يقول رشدان “يعلم شعبنا أن حفنة من المنتفعين تغتصب القرار السياسي وتهيمن على كل شيء بالمال والهراوات والاتكاء على العدو وبنوك الاستعمار وما تنهبه من أموال الشعب” مُشيراً أن “قرار التعيين صدر في الواقع عن وكالة المخابرات المركزية (السي آي إيه) والأجهزة الأمنية الصهيونية التي بدونها لن تبقى السلطة يوماً واحداً”

وطالب رشدان بموقف واضح من فصائل المقاومة الفلسطينية والقوى والأحزاب التي تبرر وجودها في اللجنة التنفيذية وتستفيد من الفُتات التي تمنحها لها قيادة المنظمة التي تآكلت شرعيتها منذ مؤتمر مدريد عام 1991 واتفاق أوسلو 1993 وقد عفى عليها الزمن. مشدداً على أن “المُنظّمة بواقعها الحالي لا تُمثّل الشعب الفلسطيني وفقدت الشرعيّة الثوريّة والشعبيّة والدستويّة، وآن الآوان للإعتراف بهذه الحقيقة على مرارتها بالنسبة للبعض””

ويقول رشدان ” ما يجري من نهب وتجريف وسرقة للمؤسَّسات الفلسطينية وخاصة منظمة التحرير يؤكد صوابية موقفنا في حركة المسار الثوري البديل في أن قيادة المنظمة والسلطة وسفاراتها في الخارج تُمثّل طغمة تريد الحفاظ على امتيازاتها الطبقية وتقوم بدور الحارس للمستوطنين وتسهر على أمن العدو ومستعمراته” مُؤكداً أن المطلوب اليوم هو “إعادة بناء مؤسَّساتنا الوطنية والشعبية التي يمكنها حمل مهام وأعباء النضال والمرحلة القادمة وفي مقدمها استعادة الجماهير الفلسطينية لمفاتيح القرار السياسي”

ويشير رشدان أن “العدو الصهيوني يعيش أزمة حقيقية في هذه الفترة دونما مبالغة أو تهويل لحجم هذه الأزمة، ويمكن أن نقوم بدور كبير لتعميق هذه الأزمة الداخليّة في الكيان من خلال اتساع المشاركة الشعبية الفلسطينية وتصعيد المقاومة. لقد رأينا كيف يحاول العدو في بعض الأحيان الإتكاء على بعض العرب والفلسطينين لحل أزماته وانقاذه، والأمثلة على ذلك كثيرة لا حصر لها وهذا ما يجب التصدي له بكل حزم”.
وشدد رشدان على موقف “المسار البديل” بضرورة الشروع الفوري في “حوار فلسطيني شعبي مفتوح داخل وخارج الوطن لبناء الجبهة الوطنية الفلسطينية القادرة على وضع استراتيجية تشارك فيها كل القوى الوطنية المتمسكة بالثوابت والحقوق ويكون عمادها الحركات الشعبية المناضلة والحركة الطلابية والنسوية والعمالية”

وفي ختام المقابلة أكد رشدان بقوله “شعبنا يريد مجرى ثوري جديد تقوده قوى المقاومة المسلحة وقيادة الحركة الأسيرة في سجون العدو والأجيال الفلسطينية الشابة التي فجرت “معركة سيف القدس” وهي أجيال ثورية تقاتل في كل الساحات والميادين داخل وخارج فلسطين المحتلة، وتحقق انجازات ملموسة أكدتها انتفاضة أيار العام الماضي وإنتخابات المجالس الطلابية في جامعات الضفة المحتلة وتنامي حركة مقاطعة الاحتلال ومؤسَّساته في الشتات وحجم المشاركة الشعبية وخاصة دور الحركات الشبابية والطلابية ومسيرات النكبة والعودة وغيرها من مظاهر مبشرة

وحول سياسة بعض الدول الأوروبية في قمع أنصار المقاومة وقوى التضامن ومنع مسيرات العودة كما حدث مؤخراً في برلين والهجمة الصهيونية على بعض منظمات “المسار” قال رشدان “يمكننا التصدي لكل هجمة صهيونية عنصرية تستهدف شعبنا من خلال بناء التحالفات الواسعة كما نفعل اليوم في برلين، وتعزيز وحدتنا الداخلية والتعاون بين مختلف القوى الشعبية وتعزيز علاقاتنا مع حركات التحرر والحركات الأممية المناصرة والداعمة لشعبنا. أمّا الهجمة التي تستهدف رفاقنا في المسار البديل فهذه لا تُخيفنا ولا نحسب لها أيّ حساب”

Share this
Send this to a friend