ـــــ الجبهة الوطنيّة المُوحّدة تصنعها إرادة الشّعب الفلسطيني والمقاومة الشاملة في الوطن والشتات
ـــــ الموقف من السلطة و”حل الدولتين” التصفوي يُشكّل أحد المعايير الأساسيّة في تحديد علاقاتنا مع الآخرين

بروكسل – بيروت

دعا الرفيق عمّار رشدان عضو لجنة المتابعة في حركة المسار الثّوري البديل كافة المُنظّمات الشعبيّة المُنضوية في المسار البديل والقوى الفلسطينية والعربية إلى المشاركة في التصدي للدور التّصفوي الخطير الذي تقوم به سلطة الحكم الذاتي العميل في الضفّة المحتلة، والكشف عمّا يجري من إعداد صهيوني أمريكي أوروبي مُتسارع لإحكام سَيطرة قوى التنسيق الأمني على القرار السياسي من أجل تصفية الحقوق الفلسطينيّة، كما دعا رشدان إلى اعتبار ذِكرى اتفاق أوسلو المشؤوم في أيلول سبتمبر المقبل يوماً للنضال وتصويب البوصلة نحو مواجهة الكيان الصهيوني ومشاريع التصفية والتّطبيع.

وأشار رشدان إلى ما يجري من اجتياحات صهيونيّة يوميّة ومتكررة في نابلس وجنين وغيرها من مدن ومناطق في الضفة واستهداف العدو لقوى المقاومة وسياسة الاغتيالات والاعتقالات وهدم البيوت والحصار، كلّه يجري تحت عين السلطة بل وبالتعاون معها، وفي ظل حالة خطيرة من الفلتان والفوضى، وعلى عناصر الأمن الفلسطيني أن يتحمّلوا مسؤوليتهم وألّا يكونوا حُرّاساً للمستعمرات أو أدواتِ قمع عند من يجلد شعبهم في الليل والنهار.

وقال رشدان في لقاء خاص مع الموقع الإعلامي “شَعبنا بات يُدرك حقيقة السلطة وجوهرها الفاسد، وقد أصبحت تُشكل الأداة الأخطر في قبضة الإمبريالية والعدو الصهيوني والنظام العربي الرجعي لتصفية الحقوق الوطنية من أجل تأمين إمتيازاتها الطبقية، ويدرك شعبنا انه لا يمكن تحقيق الوحدة الميدانية أو وقف مسلسل التطبيع أو تأسيس جبهة وطنية موحدة دون التصدي للسلطة وبرنامجها السياسي – الأمني – وعزلها شعبياً وسياسياً على طريق إسقاط مشروع الحكم الذاتي.

وأشار رشدان بالقول “إنّ النظام العربي الرسمي يُبرر عجزه ويستقوي بمواقف ما يسمى “القيادة الفلسطينية” خاصّة حين يُقدِم على توقيع الاتفاقيات مع العدو الصهيوني أو يستجلب قوى التطبيع، فيما تتكأ قيادة المنظمة على ضعف الموقف العربي، والحقيقة أن “الطرفين” جُزءٌ لا يتجزّأ من معسكر واحد ومجرّد أدواتٍ تابعةٍ لواشنطن وتل أبيب وبروكسل.

وكشف رشدان عن سلسلة من اللقاءات السياسية الداخلية التي عقدتها حركة المسار الثوري البديل في الآونة الأخيرة مع القوى الرئيسية في حركة المقاومة ومع شخصيات فلسطينية وعربية وازنة في الداخل والخارج، مُؤكداً أن هناك تطابقاً تقريباً في الرؤية العامّة وتشخيص الواقع الداخلي لكن العبرة الأساسية تبقى في العلاج وليس في التحليل” بحسب قوله. مُضيفاً أن “شعبنا يُطالب اليوم بخطوات عملية يَلمسها ويراها وليس مجرّد مواقف وبيانات وإن حملت مواقف وأفكار جيدة وتبدو صحيحة من الناحية النظرية”

واعتبر رشدان أن “الجبهة الوطنية المُوحدة التي تُحدد هدفها واستراتيجتها بوضوح أمام شعبنا في العلن من أجل تحقيق العودة والتحرير هي جبهة وطنية أصيلة تصنعها إرادة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية الشاملة في الوطن والشّتات، وهذا الهدف ممكن وواقعي أكثر من أي وقت مضى، فضلاً على أنه المطلب الذي يحظى بإجماع شعبي عارم، بدل اجترار المواقف المكررة وشراء الوقت وبيع الأوهام للجماهير”

وأكد رشدان على أن حركة المسار الثوري البديل تُحدد علاقاتها مع مختلف القوى السياسية بقدر قُربها أو بُعدها من الحقوق الفلسطينية والعربية مُشيراً إلى أن الموقف من وجود الكيان الصهيوني ومن السلطة وبرنامجها التصفوي وما يسمى “حل الدولتين” كلها تشكل بالنسبة لنا معايير أساسية تُحدد علاقاتنا مع الآخرين.

واعتبر رشدان أن الأولوية بالنسبة لنا ستظل نقل حق العودة من حيز الشّعار والهامش إلى قلب برنامجنا النضالي ومواجهة الحركة الصهيونية ومنظماتها وأذرعها، وتعزيز صمود الحركة الأسيرة في السجون، وهذه مهام تستوجب رفع سقف المواجهة والإبداع في أساليب وأشكال النضال الثوري وتوسيع جبهة ومعسكر المقاومة على الصعيد الأممي وتطوير حركة المقاطعة في مواجهة العدو الصهيوني ومؤسَّساته.

Share this
Send this to a friend