ذكرى مرور  40 عاماً على تأسيس جبهة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة

ـــــ نحو تطوير وسائل الكفاح بين كافة القوى المناضلة ضد المخطط الامبريالي والصهيوني

ـــــــ انكفاء دور الأحزاب اليسارية والوطنية يتطلب إجراء عملية تقييم عن الأسباب والنتائج وصولاً إلى الحالة الرّاهنة

بمناسبة الذكرى الأربعون لانطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” صدر بياناً عن القيادة المشتركة لحزب العمل الاشتراكي العربي في لبنان و الحزب الديمقراطي الشعبي في 16 أيلول سيبتمبر 2022 جاء فيه:

من قلب الحصار الذي كانت تتعرض له عاصمتنا بيروت أثناء الاجتياح الصهيوني صيف 1982، والقصف الوحشي برًا وبحرًا وجوًا، كانت تلتقي أحزاباً يسارية في ملاجيء الصمود في العاصمة لتعلن في أيلول 1982 عن انطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” التي جاءت قرارًا وطنيًا حاسمًا في وجه الاحتلال وعملائه، وكان ذلك غَداة اغتيال العميل بشير الجميل واجتياح العاصمة بيروت وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا بحق مئات المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين العُزّل، بتواطؤ ومشاركة عصابات الفاشية اللبنانية وجيش الاحتلال الصهيوني

وأكد البيان على ان ضربات المقاومين الوطنيين اللبنانيين، والفلسطينيين، سرعان ما أرغمت جيش الاحتلال الصهيوني على الفرار من العاصمة بيروت، وصولاً إلى تحرير معظم المناطق المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي في العام 1985.

وأشار البيان إلى إن انكفاء دور الأحزاب اليسارية والوطنية اللبنانية، بعد “اتفاق الطائف” ووقف عمل الجبهة لأسباب ذاتيّة وموضوعيّة غير مبررة، يتطلب راهنًا اجراء عملية تقييم مسؤولة عن الأسباب والنتائج وصولاً الى الحالة الراهنة، بعيدًا عن الشعبوية والعصبيات، وذلك لاستخلاص الدروس تمهيدًا لخوض غمار تجربة نضاليّة جديدة، َمن أجل تحقيق طموحات شعبنا بالتغيير وبناء الدولة الوطنيّة

وجاء في البيان: أدى تطور عمليات وكفاح المقاومة الوطنية والاسلامية والشعبية إلى إرغام العدو، ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي _ الصهيوني على الانسحاب من معظم الأراضي اللبنانية المحتلة في 24 أيار عام 2000 باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من قرية الغجر، وفرضت المقاومة الإسلامية معادلات ردع حاسمة على العدو أدت إلى منعه من الاعتداء أو التوغل في الأراضي اللبنانية، كما تحمي اليوم الثروة الوطنية في البحر والبر من الاطماع التوسعية للكيان الصهيوني الاستعماري

قدَّم شعبنا ومقاوموه البواسل،من مختلف أطراف المقاومة، أعظم التضحيات من شهداء وجرحى وأسرى خلال مراحل التحرير كافة، وكان يحلم بان يترافق تحرير الارض مع تحرير الإنسان من النظام الرأسالي الطائفي التابع الذي أوصل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية والخدمات الأساسية إلى الانهيار الشامل، مع استشراء الفساد والنهب المنظم وتدمير القطاعات المنتجة وتفاقم الدين العام والاستيلاء على المال العام والخاص، وتفشي البطالة والفقر والجوع، كل ذلك كان نتيجة النموذج الاقتصادي الريعي المتوحش الذي اعتمدته الطبقة الحاكمة وحزب المصرف، مما ادى إلى انفجار النقمة الشعبية في 17 تشرين الاول 2019 التي لم تحقق ما تصبو اليه جماهير شعبنا من إصلاح وتغيير، نظراً لغياب الاداة النضالية التي توحد جهود ونضالات الأحزاب والقوى التقدمية واليسارية والحركة الشعبية في النضال نحو التغيير الحقيقي

وشرح البيان: أن هذه التطورات تترافق مع حال من الترهل والوهن لدى معظم الأحزاب التقدمية واليسارية في الوطن العربي، وكذلك مع تهافت الأنظمة الرجعية العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وشن الامبريالية الأميركية وأدواتها الرجعية والفاشية التكفيرية الحروب المدمرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا والبحرين، وزعزعة الاستقرار في مصر وتونس، وفرض العقوبات المجرمة على ايران، والتنكر لحق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة لانتزاع حقه بالعودة وتحرير وطنه من البحر الى النهر.

إن الأوضاع الراهنة، لبنانيًا وعربيًا، وانطلاقًا مما حققته قوى المقاومة في فلسطين ولبنان تتطلب الإرتقاء في العلاقة ما بين القوى الوطنية واليسارية والديمقراطية في لبنان أولاً، ثَم التوجه نحو توطيد العلاقة مع كافة قوى التحرر والتغيير في الوطن العربي، وكذلك قوى التحرر والتقدم في العالم

وفي الختام دعا البيان إلى أن تكون الذكرى الـ 40 لانطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” مناسبة للعمل الجاد والمسؤول نحو تطوير وسائل الكفاح بين كافة القوى المناضلة ضد المخطط  الامبريالي والصهيوني في لبنان والوطن العربي والعالم

 

Share this
Send this to a friend