في ذكرى يوم الأرض الخالد
العودة وتحرير الأرض: الطريق والبوصلة والهدف

يقفُ الشعبُ العربي الفلسطيني في فلسطين المحتلة وعلى امتدادِ المنافي ودول ومناطق اللجوء والشتات، صامداً وموحّداً في الثلاثينَ من آذار 2023 يُحيي ذكرى يوم الأرضِ الخالد بعد 47 عاماً على تلك المواجهة التاريخية، ليؤكد على أهداف مساره الثوري والتحرري، ويجدد العهدَ والوفاءَ للشُّهداءِ والجرحى والأسرى، ويُعلن من جديد تمسُّكِهِ بوطنِهِ فلسطين، كلِّ فلسطين، وحقه المقدس في العودة للديار وتحرير الأرض الفلسطينية من النَّهرِ إلى البحر.

لقد ولد يوم الارض في 30 آذار/مارس عام 1976 بعد محاولة الاحتلال الصهيوني مصادرة آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، فكان ردّ شعبنا بالإضراب الكامل والمسيرات والمظاهرات الشعبية التي انطلقت في الجليل والمثلّث والنقب واشتباكاتٍ مع قوات العدو استشهد على أثرها ٦ فلسطينيين. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ذكرى يوم الأرض يوماً يُخلّد فيه الفلسطينيون ومعهم أحرار العالم ذكرى شهدائنا ويوماً لمواجهة الاستعمار الصهيوني التوسعي.

سيظلُّ يوم الأرض الخالد محفوراً في الذاكرةِ الشعبيةِ الفلسطينيةِ والعربيةِ كعلامةٍ ثوريةٍ مُضيئةٍ لا تُمحى من تاريخِ شعبِنا المناضل، ومحطة نضالية خالدة في مسيرتِه الكفاحيّةِ من أجلِ العودةِ والتَّحريرِ والخلاص من قيود الاستعمار الصهيوني، ففي مثلِ هذا اليومِ قبل 47 عاماً خرجت جماهيرُ شعبِنا الفلسطيني معيدةً تصويبَ بوصلةِ النِّضال، وتحفر بالدَّم والتضحية معنى الأرض وموقعها في الصراع وفي ذاكرةِ الشعبِ العربيِّ كلِّه من المحيط إلى الخليج.

واليوم يَتَقدَّم شعبنا نحو ميادينِ المواجهةِ المباشرةِ معَ قوَّاتِ العدوِّ في إصرارٍ وبسالةٍ وشجاعةٍ قلَّ نظيرُها. يُذكرُ العدوَّ والصديقَ أنَّ جماهيرَ شعبنا في فلسطينَ المحتلّة عام 48 كانت ولا تزالُ تتقدَّمُ الصُّفوفَ الأماميَّةَ في مواجهةِ المشروعِ الاستعماريِّ الصُّهيونيِّ الاستيطانيِّ العنصريّ.

لقد مرّت أكثر من أربعةِ عقودٍ ونصف على تلكَ المواجهةِ التَّاريخيَّة، خاضَ قبلها وبعدها شعبنا في الوطن والشتات عشراتِ المعاركِ في مواجهةِ سياسةِ الإلغاء والتصفية والأسرلة، ولا تزالُ طلائعُه في النَّاصرةِ وحيفا والنقبِ ويافَا وعكَّا وكلِّ قرى وبلداتِ الجليلِ والمثلَّثِ تخوضُ معركةَ الوجودِ بالصُّدورِ العاريةِ في مواجهةِ آلةِ الاستعمارِ والعنصريَّةِ والاستغلالِ والقهر.

لقد دعت حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل في الأوّل من آذار كافة مُنظّماتها وأنصارها إلى المشاركة الواسعة في تنظيم حملة (آذار فلسطين) من أجل حماية الشعب والأرض وإسناد الحركة الأسيرة، ومواجهة جرائم وسياسات كيان الاستعمار الصهيوني العنصري في عموم فلسطين المحتلّة، وأكّدت على أهمية الوفاء لشعبنا من خلال المشاركة الشعبية الواسعة في إطلاق “الحملة الدولية لتحرير جثامين الشهداء الفلسطينيين” وإحياء “يوم المرأة العالمي” وفعاليات الذكرى السابعة والأربعون على “يوم الأرض الخالد”.

وأكّدت حركتنا على اعتبار شهر آذار 2023 محطةً هامّة للمشاركة في الفعاليات التي تنظمها “حركة نساء فلسطين – الكرامة” للتعريف بنضال المرأة الفلسطينية والعربية في الدفاع عن الأرض والشّعب والمقاومة وفي حماية الهوية والذاكرة الفلسطينيّة.

وشاركت حركتنا مع مختلف التجمعات والجاليات الفلسطينية والعربية، والحركات الطلابيّة والشبابيّة في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية في إسناد المعركة التاريخية التي تخوضها الحركة الأسيرة الفلسطينية في مواجهة سياسات المجرم “بن جفير”، والاستجابة الفورية للنداء الصادر عن قيادة الحركة الأسيرة في سجون العدو والفعاليات التي تحشد لها وتنظمها شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية.

وبالأمس فقط، 29 آذار مارس 2023 حشدت المنظمات الصهيونية والفاشية أنصارها وأحزابها وممثليها في مقر البرلمان الأوروبيّ في بروكسل “لتحذر” مما أسمته “الخطاب المتطرف الذي تتبناه حركة المسار الثوري البديل والمنظمات المنضوية في الحركة” وعليه، فإنّنا نؤكد مُجدداً أننا سنتمسّك بالأهداف التي انطلقت من أجلها حركتنا، فلا مكان للتعايش مع الصهيونية والعنصرية، ولا مكان للكيان الصهيوني ومؤسساته ومنظومته الاستعمارية فوق شبرٍ واحدٍ فوق أرضنا المحتلة من النّهر إلى البحر.

نجدد اليوم دعوتنا للاستمرار في نضالنا ومهماتنا وواجبنا والعمل على مجابهة الشركات والمؤسَّسات المتورطة في جريمة نهب وسرقة الأرض الفلسطينية والعربية، وبخاصّة تلك التي تنشط حول العالم لصالح مشاريع الاستيطان في النقب والقدس والضفة والجولان وعموم الأرض المحتلة.

عاش يوم الأرض الخالد
المجد للشهداء .. والنصر حليف شعبنا الفلسطيني المناضل

Share this
Send this to a friend