صامدون: الحركة الأسيرة قائدة وبوصلة نضالنا هُنا أيضاً

في إطار إحياء (يوم القدس العالمي) نظّمت “لجنة القدس في مدينة تورنتو” مسيرة شعبية حاشدة يوم أمس السبت جابت شوارع المدينة بعد أن جرى التجمع عصراً مقابل القنصلية الأمريكية، وذلك قبل أن تنطلق مسيرة هادرة بمشاركة واسعة من الشباب والفتية والنساء والأطفال ومؤسَّسات الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية وقوى التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وجرت مسيرة “يوم القدس العالمي” في مدينة تورنتو هذا العام تحت شعار ” لا للاستعمار ونظام الفصل العنصري” و”معاً في مواجهة العنصرية ضد الفلسطينيين في كندا” خاصّة بعد تعرّض فتية فلسطينيين في إحدى مدارس مدينة “هاليفاكس” الكندية إلى التوبيخ من قبل مديرة مدرسة عنصرية بسبب ارتدائهم للكوفية الفلسطينية.

ورفع المشاركون في المسيرة أعلام فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والعراق وإيران والباكستان والجزائر وغيرها من الدول العربية والإسلامية، ورايات قوى المقاومة في المنطقة. كما رددت الجموع شعارات وهتافات دعت إلى “تحرير فلسطين من النهر إلى البحر” و”تحرير القدس” والتصدي للجرائم الصهيونية والأمريكية في فلسطين والمنطقة.

وشاركت حركة المسار الثوري البديل في مسيرة يوم القدس العالمي حيث ألقى الرفيق خالد بركات عضو الهيئة التنفيذية في الحركة كلمة سياسية أكد فيها على أن “مسيرات وفعاليات يوم القدس العالمي تتسع وتكبر في كل عام بالتوازي مع تراكم قدرة وقوة معسكر المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة”.

وقال بركات “موازين القوى في العالم والإقليم تتغير لصالح الشعب الفلسطيني، وقضية فلسطين ستظل قضية الأمة ومركز الصراع في المنطقة” مؤكدًا على شعار “وحدة الساحات” والتفاف الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية والإسلامية حول “نهج العودة والتحرير” داعياً إلى الوحدة الشعبية الميدانية في مواجهة القوى الصهيونية العنصرية في فلسطين المحتلة وأمريكا الشمالية على حد سواء، والتصدي لكافة القوى المعادية التي تستهدف الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

وكانت منظّمات صهيونيّة في كندا، بالتعاون مع سفارة دولة الاحتلال في أوتاوا، قد بدأت حملة سياسية وإعلامية ضد مسيرة “يوم القدس العالمي” في تورنتو، مُحذرين من مشاركة “شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى” و “حركة المسار الثوري البديل” في المسيرة، حيث اعتبروها “صوت قوى الإرهاب في كندا”.

وفي رده على الحملة الصهيونية التي استهدفت يوم القدس العالمي في كندا قال بركات “ليس مهماً ما يقوله العدو الصهيوني، المهم ما يقوله شعبنا وما تقوله المقاومة، وما تعلنه الحركة الأسيرة في سجون العدو، فالقافلة تسير والكلاب تنبح، وكيانهم العنصري الاستعماري إلى زوال حتميّ”.

ودعت “حركة المسار الثوري البديل” الشباب والطلبة وعموم تجمعات شعبنا في القارة، إلى المشاركة في مؤتمر فلسطين: رؤية للتحرر و مسيرة العودة والتحرير التي تنظمها في العاصمة أوتاوا نهاية شهر نيسان (إبريل) الجاري، مؤكداً على ضرورة تنظيم مسيرات وحملات شعبية مستمرة لمقاطعة الكيان الصهيوني خاصة ونحن على أعتاب الذكرى الـ 75 على بدء النكبة المستمرة في منتصف شهر مايو/أيار المقبل.

الحركة الأسيرة حاضرة بقوة في يوم القدس

وحضرت الحركة الفلسطينية الأسيرة في فعاليات يوم القدس العالمي من خلال المشاركة المميزة لعدد من عائلات وأقارب الأسرى الفلسطينيين والحضور اللافت لـ “شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين” التي قدّمت كلمة رئيسية في المهرجان ألقتها المنسقة الدولية للشبكة الرفيقة شارلوت كييتس قبل انطلاقة المسيرة الشعبية.

وأشارت كييتس في كلمتها إلى تزامن يوم الأسير الفلسطيني هذا العام مع فعاليات يوم القدس العالمي. مشيرة إلى ما يجري في السجون الصهيونية من جرائم يومية بحق أكثر من 4800 أسير وأسيرة. وإلى الموقع النضالي والسياسي والثوري الذي تمثله قضية الأسرى في نضال وضمير الشعب الفلسطيني وحركته التحررية بشكل عام. واعتبرت “قادة الأسرى ليسوا القيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية وحسب، بل أنهم أيضاً بوصلة ورمز نضالنا هنا والمواجه الحقيقي للحركة المناهضة للإمبريالية والصهيونية والرجعية في العالم”.

وأشارت كييتس إلى ما يتعرض له المفكر والأديب الفلسطيني وليد دقة الذي ترفض سلطات السجون الإفراج عنه رغم قضاءه نحو أربعة عقود في السجون الإسرائيلية وصراعه مع مرض السرطان. داعية إلى فضح جرائم الكيان الصهيوني بحق الكاتب الثوري دقة “الذي يجري إعدامه على مسمع ومرأى العالم عبر سياسة القمع والإهمال الطبي”.

وذكّرت كييتس بالإضراب البطولي الذي يخوضه الشيخ خضر عدنان لأكثر من 70 يوماً، مشيرة إلى تاريخ هذا المجاهد الكبير الذي “لم يكسر صيامه منذ 70 يوماً ويقاوم الأسر والسجان”.
كما تحدثت كييتس حول قضية المناضل اللبناني الرفيق جورج ابراهيم عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية منذ العام 1984 والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الأمريكية أو ما يعرف بقضية “الخمسة من مؤسسة الأرض المقدسة” داعية إلى أوسع حملة تضامن مع كل الأسرى والمعتقلين في السجون داخل وخارج فلسطين المحتلة.

وشنت كييتس هجوماً لاذعاً على ألمانيا التي حظرت إحياء فعاليات يوم الأسير الفلسطيني في برلين، واعتبرته “جزء من الهجوم العنصري القذر الذي يستهدف الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع وبخاصة في الشتات والمنافي”. داعية إلى المشاركة الواسعة في “رفض وإدانة هذه السياسة والتصدي للقرار الألماني بكل الوسائل الممكنة والمتاحة”.

ودعت كييتس إلى رفض ما يسمى “قوانين ولوائح الإرهاب” والمشاركة في حملة دولية لشطب هذه القائمة التي تستهدف قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية بشكل خاص.

Share this
Send this to a friend