رغم قدراتهم وإمكاناتهم الهائلة، فقد حقّقنا مجموعة من الانتصارات تمثّلت أخيراً بحصولنا على ثلاثة اعترافات من اللجان الأكاديمية بالظلم الذي يلحق بنا مع إقرار بالتواطؤ مع الصهاينة وضرورة الاعتذار والتعويض بما فيه إلغاء صف ليلى خالد. هذا بحدّ ذاته وضعهم في مأزق، ماذا يفعلون بنا؟ على إثر ذلك، قامت رئيسة الجامعة بممارسة حق النقض «الفيتو»، كما تفعل أميركا في مجلس الأمن، ولكننا قدّمنا استئنافاً. والآن يحاولون إجباري على الاستقالة. وفي أوائل أيار نشرَ ديفيد هوروتس، أحد قياديّي أكبر المنظمات الصهيونية في أميركا، قائمة بأكثر الأساتذة «كرهاً لإسرائيل»، ترأّس اسمي القائمة.

ولمعاقبتي على رفض سياسات تكميم الأفواه ومحاربة محاولاتهم كافة لتجريم «تدريس فلسطين»، تحاول الجامعة حالياً شطب مساقاتي عن «فلسطين» و«الإمبريالية والاستعمار والمقاومة» وإجباري على تدريس مساقات ليست من اختصاصي وذلك لفرض حقائق على الأرض، تماماً كما يفعل الاحتلال في فلسطين، وكذلك يحاولون استخدام الاستراتيجية الاستعمارية «فرّق تسد» لشق الصف بيني وبين زميل فلسطيني جديد، ولكني مدركة تماماً لأهدافهم وألاعيبهم وبالتالي أرفض أن أتعامل معهم على هذه الأسس بل أصرّ على التعامل المبدئي والشفافية، وأقول بالنهاية إنَّ مرجعيتي ومحاسبتي تأتيان من شعبي وجماهيرنا، وليس من إدارةٍ متواطئة مع المشروع الصهيوني.

نحن لا نكترث لسمومهم ونستلهم نَشاطنا الأكاديمي والفكري والتدريسي والنضالي من الملاحم التي ترسمها شعوبنا إن كان في تحرير الجنوب أو في المقاومة في فلسطين. لست قلقة لأن كل الهجمة لا تؤثّر فيّ ولا تجعلني أتراجع.