في هذا اليوم، ذكرى تحرير جنوب لبنان قبل 23 عاماً، تتقدم حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل بأسمى آيات التقدير والوفاء إلى كل الذين صنعوا مسيرة النصر والتحرير في جنوب لبنان، وإلى تضحيات الشعبين الفلسطيني واللبناني وعموم شعوبنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، وبخاصة عائلات الشهداء والأسرى والجرحى.
إنّ مسار المقاومة الذي تأسس وتَعمّد بدم الشهداء وعذابات الأسرى والجرحى، سيظل الطريق الوحيد القادر على مواجهة الإستعمار الصهيوني وقوى الإمبريالية والهيمنة، وسيظل الطريق الثوري القادر على تحقيق آمال وتطلعات وحقوق شعبنا وأمتنا في التحرر وإنجاز الاستقلال الوطني والحرية والسيادة والكرامة الوطنية.
في ذكرى التحرير الذي تحقق بالتضحيات الجسيمة والكبيرة يوم 25 أيار 2000 نؤكد مُجدداً أنها ليست مجرد ذكرى عابرة في تاريخنا بل نموذجاً عربياً ثورياً وإنسانياً، ومحطةً مضيئةً خالدة، صنعتها الحاضنة الشعبية المناضلة في جنوب لبنان التي التفت حول معسكر المقاومة الوطنية و العربية والإسلامية في لبنان والمنطقة، وعليه، ستظل هذه الذكرى علامة مشرقة على طريق العودة والنّصر.
في هذا اليوم نُذكّر أنفسنا أولاً أن مسيرة التحرير لم تبدأ في 25 أيار 2000 ولم تنته بعد، فما زالت فلسطين محتلة من النهر إلى البحر، ولا يزال الجولان السوري محتلاً منذ العام 1967، فضلاً عن ما تبقى من أرض لبنانية (مزارع شبعا وتلال كفار شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر) بل لا يزال معظم الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج، يأنّ تحت أثقال وقيود الهيمنة والاستعمار وأنظمة التخلف والرجعية والتطبيع، وعليه، فإن المقاومة الوطنية والعربية الشاملة وتوسيعها وتطويرها وضمان تراكم قدرتها يجب أن تظل مهمة الشعوب وحركات المقاومة وأنصارها في كل مكان.
إن الجيل الجديد الذي ولد بعد عام 2000 هو الذي يتقدم اليوم صفوف المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان وداخل زنازين وسجون الاحتلال. وهو الذي يقف شامخاً ومستعداً للمواجهة، جاهزاً خلف مواقع الصواريخ والسّلاح، يقاوم في كل الساحات والميادين الجماهيرية والثقافية والإعلامية وعلى مختلف جبهات المقاومة الشاملة، وخاصة في قطاع غزة ومخيمات وقرى ومدن الضفّة الباسلة.
إننا في حركة المسار الثوري البديل ندعو أنفسنا، وكافة رفاقنا وأنصارنا ومختلف قوى التضامن والتحرر على الصعيدين العربي والعالمي إلى قراءة واستلهام درس التحرير في 25 أيار وتعزيز نهج المقاومة بديلاً ثورياً مُجرّباً من أجل مواصلة النضال لانتزاع الحقوق الفلسطينية والعربية كافّة غير منقوصة.