يوم الأرض الخالد: مَنارة نضاليّة مُضيئة على طريق التحرير والعودة

بيان جماهيري

صادر عن حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل

1976 – 2022

في مِثل هذا اليوم من كلِّ عام، يَقفُ الشعب العربيّ الفلسطينيّ في عُمومِ فلسطين المُحتلّة، وعلى امتداد الشتات والمنافي، ليُجدّدَ العهد والوفاء للشُّهداء والجرحى والأسرى، وليؤكّدَ تمسُّكَه بوطنه فلسطين، كُلِّ فلسطين، من النَّهرِ إلى البحر. كما يَقفُ أحرار العالم للتأكيد على ثباتهم في دعم وإسناد نضال شعبنا التحرري والعادل من أجل العودة والتحرير. واليوم، بَعد مرور أكثر من أربعة عقود ونصف على ولادة هذه الذكرى المجيدة عام 1976 لا يزال شعبنا الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، من النقب المُحتل – ديار بير السبع – والخضيرة وحيفا مروراً بالقدس وصولاً إلى الضفّة الصامدة وغزّة الباسلة يُسجّل بالقول والفعل صفحات مُشرِقة في المقاومة والبطولة دفاعاً عن وجوده وأرضه وحقوقه المشروعة

إنّ يوم 30 آذار /مارس الذي حَفرتهُ دماء وسواعد شعبنا وشبابه الثوري المناضل في الجليل والمثلث وقرانا الباسلة المحتلة منذ العام 1948 سيظلّ المنارة الثوريّةً المضيئةً التي تعمَّدت بالدم والتضحيّة، وصفحة خالدة لن تُمحى من تاريخِ شعبنا ومسيرتِه الكفاحيَّة الطويلة من أجل العودة والخلاص من قيود الاستعمار الصهيونيّ، وستظل هذه الذكرى المجيدة طاقة ثوريّة مُتجددة لا تنضب تدفع مسار حركتنا الوطنية قُدماً نحو الثورة والانتفاضة حتى بلوغ النصر الحاسم.

لقد خاض شعبنا في الوطن والشتات عشراتِ المعارك والملاحم البطوليَّة في مواجهة العدو وضد سياسة الإلغاء والشطب والتصفية والأسرلة والتذويب وصهرِ الوعي. ولا تزالُ طلائعُه، مع كل جيل، في اللد والناصرةِ ويافا وعكّا، وفي كلِّ قرى وبلدات الجليلِ والمثلَّث والنقب وعلى امتداد الوطن والشتات تخوضُ معركةَ الوجود والصمود، وتواجهُ بالصُّدورِ العاريةِ آلةَ الاستعمارِ والعنصريّة والاستغلال والقهر. وبرغم جبروت القوى المُعادية واختلال ميزان القوى لصالح الكيان العنصري إلا أن الصراع العربي – الصهيوني لم يُحسم لصالح قوى الاستعمار، وظل مفتوحاً على مصراعيه يتخذ أشكالاً جديدة في كل مرحلة حتى يستعيد شعبنا كل أرضه وحقوقه غير منقوصة.

قبل 46 سنة تقدَّمتْ الجماهيرُ الفلسطينية في الوطن المُحتل نحو ميادينِ المواجهة مع قوّات العدوّ، في إصرارٍ وبسالةٍ وشجاعةٍ قلَّ نظيرُها، تُذكر العدوَّ والصديقَ أنَّ جماهيرَنا العربيّة في فلسطين المحتلّة، وبخاصة في الجزء المحتل عام 48 كانت ولا تزالُ تتقدَّمُ الصفوفَ الأماميّة في حماية الأرض ومواجهة المشروع الاستعماريّ الصُّهيونيّ الاستيطانيّ العنصريّ. وبالمقابل، ثمة صورة أخرى نقيضة يشاهدها شعبنا مع انعقاد ما يسمى “قمة النقب” حيث توافدت بالأمس أنظمة الخيانة والتطبيع لتُعلن عن تأسيس تحالف صهيوني – رجعي برعاية الإمبريالية الأمريكيّة. هذا الواقع يكشف حقيقة وطبيعة معسكر العدو  والخصوم، كما يكشف صوابية موقفنا من هذا المعسكر وأطرافه، ويجب أن يدفعنا واقع الرضوخ العربي الرسمي إلى المزيد من الوحدة والنضال والتلاحم على المستوى الشعبي من أجل بناء جبهتنا الوطنية الموحدة وإسقاط مشروع التصفية والاستسلام.

وشاهد العالمُ كلُّه كيف خرجتْ جماهيرِنا الباسلة في مايو/أيار 2021 في فلسطين المحتلة لتقولَ في صوتٍ واحد “باقون وصامدون من النهر إلى البحر”، ورأينا كيف تقدَّمتْ طلائعُ الشباب الثوريّ الفلسطينيّ لمواصلة مسيرة النضال الوطنيّ والاجتماعيّ من جديد، وهي ترفعُ علمَ فلسطين ورايةَ الشعب فوق المآذنِ والكنائس والتلال وأعمدة الكهرباء، وشاهد العالم صمود جماهيرنا في الضفّة المحتلة ومقاومتنا المسلحة التي تكبر وتتعاظم قوتها وتجربتها في قطاع غزّة، وكيف أثبتت قُدرتها على المواجهة والتصدي في تأكيدٍ حاسمٍ على وحدة نضال شعبنا ووحدة معركته التحررية، وضد استهداف القدس عاصمة الشعب الفلسطيني ومنارة الثوّار والأحرار.

اليوم، نُجدد ندائنا إلى جماهير شعبنا في فلسطين المحتلَّة عام 48 نحو الوحدة الشعبية والميدانية في مواجهة العنف المجّانيّ الداخليّ الذي يصنعُه الاحتلالُ وعملائه، هذا العنف الذي يستهدفُ حياة وأمن مجتمعنا وشعبِنا. وندعوها لليقظة من أجل تفويت الفرصة على الأعداء والمجرمين، فهذه مهمَّةٌ فرديَّةٌ وجماعيَّةٌ تستدعي الوعيَ الثوريّ والشُّعورَ بالمسؤوليّة الوطنيّة، وإنها معركةٌ لا تنفصلُ عن النضال من أجل انتزاع الحقوق السياسيّة والاجتماعيّة من جهة، مثلما لا تنفصل عن معركة التَّحررِ من القهر الطبقي والقومي وقيود الاستعمار الصهيوني من جهة أخرى.

في يوم الأرض الخالد ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشتات إلى كسر حواجز الصمت ورفع الصوت عالياً لاستنهاض حركتهم الوطنيّة على مختلف الصُعد والمستويات، والبدء بمبادرات وحوارات شعبية مفتوحة لتجديد وبناء حركتنا الطلابيّة والعُماليّة والنسويّة، واستعادة دور شعبنا في المنفى وحقّه في المُشاركة وبناء مؤسَّساته الوطنية الجامعة التي جرت مصادرتها وتدميرها على يد عصابات أوسلو وسلطة الحكم الذاتي العميل.

وإننا نتقدم بتحية نضالية إلى الحركة الطلابيّة الفلسطينية في الوطن وطلبة فلسطين في الشتات وفي الجامعات الكندية والأمريكية والبريطانية وأنصارهم الأحرار الذين يحققون انتصارات هامّة على صعيد عزل الكيان الصهيوني ومقاطعته الشاملة، كم نُثمن عالياً دورهم الاستراتيجي في بناء حركة التضامن الأمميّة مع شعبنا في مختلف المعاهد والساحات الأكاديمية والعلميّة والثقافيّة، ونُحيي المناضلات والمناضلين الذين يُنظّمون الحملة من أجل إغلاق شركات ومصانع السلاح الصهيونيّة (ألبيت سيستمز) في بريطانيا وألمانيا. وندعو تجمعات شعبنا في أمريكا الشمالية وأوروبا إلى المشاركة الواسعة في الحملة الوطنية والدولية ضد ما يسمى “الصندوق القومي اليهودي” ومواجهة مُنظّمات الحركة الصهيونيّة في كل مكان.

اليوم، نُجدد العهد إلى الحركة الأسيرة الفلسطينيّة المناضلة في سجون الاحتلال، النواة الصلبة للثورة والمقاومة، القيادة الوطنية الموثوقة، ونؤكد عزمنا على مواصلة الواجب من أجل إسناد نضالهم وتحريرهم من سجون العدو، كما ندعو إلى المشاركةِ الواسعة في الحملاتِ الوطنيّة والأمميّة التي تنظّمُها “شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين” وندعو للتضامن مع “رابطة فلسطين ستنتصر” وانتزاع حقها القانوني في التنظيم والنضال ضد الصهيونية والفاشية والعنصرية في فرنسا.

عاش يوم الأرض الخالد… منارة مُضيئة على طريق العودة وتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني

المجد للشهداء … واننا لعائدون ومنتصرون

حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل

30 آذار (مارس) 2022

 

 

 

 

 

 

 

 

Share this
Send this to a friend