في منتصف أيّار (مايو) من كل عام يَخرُج شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات جَسداً واحداً تحت قيظ الشمس ليؤكد من جديد على حقه في الحياة والعودة والتحرر، وعلى إصراره الثوري وعزيمته الفولاذية التي لا تنكسر، عاقد العزم على تحقيق كل أهدافه الوطنية، ويصرخ في صوت واحد: صامدون ..عائدون ..ومنتصرون.

في هذا العام خرج شعبنا في قرية “ميعار” في الدّاخل المُحتل 48 ويستعد في القدس والضفّة الفلسطينية المُنتفضة وغزّة الباسلة مروراً بمخيماتنا في الأردن وسوريا ولبنان وصولاً إلى كل تجمعات شعبنا الفلسطيني على امتداد المنافي والشّتات، وسيكون موحّداً ومُتكاملاً رغم الجرح والعذاب والحصار، يتجدد في كل عام، ويتجسّد حُلُمه الجماعيّ تحت راية وعلم فلسطين من النهر إلى البحر.

وسَتشهد عشرات المُدن والعواصم الأوروبيّة والأمريكيّة والكنديّة والأستراليّة مظاهراتٍ وفعاليّاتٍ شعبيةٍ واسعة يُجدد من خلالها الشعب الفلسطيني (ومعه قوى التحرر والتضامن وأنصاره في كل العالم) عهده مع الشّهداء والأسرى والجرحى وتمسّكه بحقه المقدّس في العودة إلى وطنه ودياره.

في زمنٍ مضى كانت الثّورة الفلسطينيّة تسمي هذا اليوم بـ “يوم النّضال الفلسطيني وكان الخامس عشر من أيار يوماً للنضال الثوري العربي وللتضامن الأممي مع نضال شعبنا وحركته التحررية، يؤكّد فيه أحرار العالم على دعم الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرّف، وقد آثرنا في “حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل” أن نستعيد هذا الإسم -الشّعار-  لإعادة الاعتبار إلى جوهر ومعنى يوم 15 أيار، النكبة الفلسطينية، باعتباره يوماً وطنياً وقومياً وأمميّاً للنضال من أجل العودة والتحرير.

يأتي يوم الخامس عشر من أيّار بعد عامٍ واحد على انطلاقة الهبّة الشعبيّة الفلسطينية المجيدة (معركة سيف القدس) الّتي خاضها شعبُنا الباسل على مدار 11 يوماً وفي مواجهةٍ بطوليّةٍ قلّ نظيرها ضد كيان الاستعمار الصهيوني العنصري، حين انتفضت جماهيرنا المناضلة في الوطن والشّتات بالسّلاح والحجارة والمولوتوف والقبضات المرفوعة والهتاف الثوري والأجساد العارية والعصي والسّكاكين في مواجهة آلة الدّمار الأمريكي الصهيوني وعصابات القتل الصهيونية، وخرجت جماهيرنا من قلب القدس المحتلة لتعلن عن مرحلةٍ نضاليةٍ جديدة يتكامل فيها الفعل الكفاحي الثوري الفلسطيني في أشكاله وأساليبه المتعددة ويصُب في نهر المقاومة وحركة التغيير الثوري على طريق العودة والنصر.

ويأتي يوم الخامس عشر من أيّار في وقتٍ تتصاعد فيه شُعلة العودة في صدور شبابنا وطلّابنا وعمّالنا وتتحفّز فيه المقاومة الفلسطينية في الضفة وداخل فلسطين المحتلة عام 48، وتراكم مقاومتنا الباسلة في قطاع غزّة قُدراتها العسكرية والأمنية واللوجستية وهي تستكمل تحرير قطاع غزّة لحماية بحرنا وسمائنا وبرّنا من طائرات وسفن ودبابات العدو، وتواصل عاصمة الشعب الفلسطيني، القدس المحتلة، صمودها وكبريائها أمام مشاريع التطبيع والأسرلة والتذويب والتهويد والحصار، فيما تواصل جماهير شعبنا في الشتات نضالها المستمر في بناء أوسع جبهة أممية لعزل الكيان الصهيوني وتتحفز الأجيال الجديدة لاستعادة وبناء مؤسساتها الشعبية ومسارها الثوري من جديد

إليكم قائمةً ببعض المدن التي ستشهد فعاليّاتٍ ومسيراتٍ هذا العام

فيينا، لندن، ليفربول، ووترلو، غويلف، لاربس، تولوز، ماسترشت، فرانكفورت،دبلن،روما، بريتوريا، ميلبورن، سيدني، مونتريال، تورنتو، فانكوفر، وينيبيغ، كوبنهاجن، برلين، كولون، ميونخ، مانهايم، توبينغن، بولونيا، امستردام، أوكلاند، مدريد، غوثينبرغ، مالمو، ديربورن، ديترويت، لاس فيغاس،لوس انجلوس، مينابولس، ناشيفل، نيويورك، شيكاغو، باترسون، فيليدلفيا، فيننكس، بورتلاند، رالي، سان فرانسيسكو، سياتل، واشنطن العاصمة، وغيرها

واذا يواصل العدوّ الصهيوني جرائمه ضد شعبنا في فلسطين المحتلة ويستهدف بالرصاص الحيّ الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين، ويستمر في سياسة الاعتقالات اليومية وملاحقة المناضلين والمناضلات على امتداد الوطن، ويفرض نظام العزل العنصري، في هذا الوقت يواصل شعبنا أيضاً وفي إصرار وعناد أكبر مسيرته الكفاحيّة وعيونه شاخصة نحو تجاوز كل الصعاب والعبور إلى مرحلة ثورية جديدة يستعيد فيها شعبنا المناضل زمام المبادرة من جديد ويقلب الطاولة على رأس تيار الخيانة والتطبيع والهزيمة

في يوم النّضال الفلسطيني نُؤكد مُجدداً في “حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل” على ضرورة النّضال الثوري المُوحَد وتعزيز وحدتنا الشعبية الفلسطينية والعربية في ميادين الانتفاضة والمقاومة، والمُضي قُدما نحو تأسيس جبهة وطنية فلسطينيّة عربية مُوحّدة تُشارك فيها كل فئات وقطاعات شعبنا، وتقودها قوى الثورة والمقاومة الفلسطينيّة والحركات الشبابيّة والنسوية والعمالية في الوطن والشتات، وذلك هو الشرط اللازم والضروري من أجل تجديد ثورتنا الفلسطينية وتحقيق أهداف شعبنا في تحرير وطنه وإزالة هذا الكيان الصهيوني العنصري وبناء فلسطين المستقبل. فلسطين المحرّرة من النّهر إلى البحر

عاش يوم النّضال الفلسطيني على طريق النصر والحرية

النكبة مُستمرّة… والمقاومة مُستمرّة حتى العودة والتحرير

 

حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل

11 مايو / أيار 2022

 

 

 

Share this
Send this to a friend